٨- أبوالسعود: " ((ويزيدهم من فضله)) أي يتفضل عليهم بأشياء لم توعد لهم بخصوصياتها أو بمقاديرها ولم تخطر ببالهم كيفياتها ولا كمياتها "(١).
٩- الشوكاني: " ((ويزيدهم من فضله)) المراد به: التفضل عليهم بما فوق الجزاء الموعود به "(٢).
١٠- القاسمي: " أي يفعلون ما يفعلون ليجزيهم، وفي آخر الآية تقرير للزيادة وتنبيه على كمال القدرة ونفاذ المشيئة وسعة الإحسان؛ لأن ((بغير حساب)) كناية عن السعة، والمراد أنه لا يدخل تحت حساب الخلق وعدّهم "(٣).
١١- طنطاوي جوهري: " ((ويزيدهم من فضله)) فهو لا يقتصر على مكافأتهم على أعمالهم "(٤).
... وغيرهم من المفسرين قالوا مثل هذا القول كالإمام الواحدي(٥) وأبي حيان(٦)، والقنوجي(٧) وغيرهم(٨).
تعقيب الباحث:
... الذي يظهر -والله أعلم- في ضوء ما استعرض من أقوال المفسرين في المراد بالزيادة، أن الراجح فيها: هو ما يتفضل الله - عز وجل - به على عباده غير مضاعفة الحسنات، فإن مضاعفة الحسنات قد وعد الله - عز وجل - بها عبادة في عدد من الآيات

(١) إرشاد العقل السليم لأبي السعود (٤/١٢٥).
(٢) فتح القدير للشوكاني (٤/٣٧).
(٣) محاسن التأويل للقاسمي (١٢/٤٥٣٠).
(٤) تفسير الجواهر (١٢/٢٠).
(٥) الوجيز للواحدي (٢/٧٦٥).
(٦) البحر المحيط لأبي حيان (٨/٥٠).
(٧) فتح البيان للقنوجي (٩/٢٣٤).
... وهو: محمد صديق خان بن حسن بن علي البخاري القنوجي، من رجال النهضة الإسلامية المجددين، ولد ونشأ في (قنوج)، بالهند، له مصنفات بالعربية والفارسية والهندية. توفي سنة
(١٣٠٧هـ). الإعلام (٦/١٦٧).
(٨) ابن الجوزي في زاد المسير (٥/٣٦٥) كالرازي في التفسير الكبير (٨/٣٩٩)، والمراغي في تفسيره
(١٨/١١١).

٧- السعدي: "... وأما الميزان فهو العدل والاعتبار بالقياس الصحيح والعقل الرجيح، فكل الدلائل العقلية من الآيات الأفاقية والنفسية، والاعتبارات الشرعية، والمناسبات والعلل، والأحكام والحكم، داخلة في الميزان الذي أنزله الله تعالى ووضعه بين عباده، ليزنوا به ما أشتبه من الأمور، ويعرفوا به صدق ما أخبر به وأخبرت رسله، فما خرج عن هذين الأمرين؛ عن الكتاب والميزان مما قيل إنه حجة أو برهان أو دليل أو نحو ذلك من العبارات، فإنه باطل متناقض، قد فسدت أصوله، وانهدمت مبانيه وفروعه، يعرف ذلك من خبر المسائل ومآخذها، وعرف التمييز بين راجح الأدلة من مرجوحها، والفرق بين الحجج والشبه، وأما من اغتر بالعبارات المزخرفة، والألفاظ المموهة، ولم تنفذ بصيرته إلى المعنى المراد، فإنه ليس من أهل هذا الشأن، ولا من فرسان هذا الميدان، فوفاقه وخلافه سيان "(١).
وبنحو ذلك أيضاً قال: الفخر الرازي(٢)، والخازن(٣)، وأبوحيان (٤)، والمحلي(٥) والثعالبي(٦)، والبقاعي(٧)، وسيد قطب(٨)، وابن عاشور(٩).
ولا يوجد من رجّح قولاً آخر هنا.
أما الذين لم يرجحوا واكتفوا بجمع الأقوال كلها أو بعضها عند شرح الآية، فقد لاحظت اتفاقهم جميعاً على تفسير الميزان بأنه العدل أو آلة الوزن المعروفة، وقد يزيد بعضهم على هذين أقوالاً أخرى، فمن أمثلتهم:
١- الإمام الماوردي: " (والميزان) فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الجزاء على الطاعة بالثواب، وعلى المعصية بالعقاب.
الثاني: أنه العدل فيما أمر به ونهى عنه.
(١) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٥٦).
(٢) التفسير الكبير للفخر الرازي (٩/٥٩٠).
(٣) لباب التأويل للخازن (٦/١٠٠).
(٤) البحر المحيط لأبي حيان (٩/٣٣٠).
(٥) تفسير الجلالين ص(٤٠٧).
(٦) جواهر الحسان للثعالبي (٤/١٠٥).
(٧) نظم الدرر للبقاعي (١٧/٢٨١).
(٨) في ظلال القرآن لسيد قطب (٥/٣١٥٠).
(٩) التحرير والتنوير لابن عاشور (٢٥/٦٨).

أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٢) }... ٢٢... ٥٧٥
﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٢٣) ﴾... ٢٣... ، ٥٧٥، ٥٧٩، ٣٦٨
﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣) ﴾... ٣٣... ٥٧٥
﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (٣٨) ﴾... ٣٨... ٨٦٤
﴿ * قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) ﴾... ٥٣... ٥٧٦
﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (٥٤) ﴾... ٥٤
﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٥٥) ﴾... ٥٥
﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) ﴾... ٦٨... ٥٢٤


الصفحة التالية
Icon