-وسبق ذكر بعضها- فهذا الموعود به هو ما عبّر عنه في هذه الآية بقوله: ((ليجزيهم الله أحسن ما عملوا)) فإن الجزاء على الأعمال موعود بالمضاعفة، وأما الزيادة من فضلة فهي شيء آخر فوق مضاعفة الحسنات؛ يتفضل ويتكرم الله - عز وجل - به على عباده في دار كرامته، زيادة في الحسنات ورفعة في الدرجات ومزيداً من التكريم مما لا يخطر على قلب بشر. والمستند في اختيار هذا الترجيح:
١- قاعدة إذا دار الكلام بين التأسيس والتأكيد فحمله على التأسيس أولى(١)، وهي قاعدة مقررة عند أئمة التفسير ومنهم الشيخ الشنقيطي (٢). فإذا كان الجزاء على العمل الصالح مضاعفاً يوعد الله - عز وجل - الذي لا يخلف الميعاد؛ فإن قيل إن الزيادة هي المضاعفة كان تأكيداً، وإن قيل إن الزيادة شيء آخر غير المضاعفة أفاد معنى جديداً فحمله عليه أوْلى.
٢- إن اختيار هذا المعنى فيه بيان لعظمة الله - عز وجل - وسعة فضله وجوده وكرمه. فكونه جل وعلا يضاعف الحسنات هذا قد وعد به جل وعلا عباده في غير هذه الآية كثير، ولكن ما أضافته هذه الآية من معنى الزيادة من فضل الله - عز وجل - أمر أكبر وفوق مضاعفة الحسنات.
٣- إجماع جمهور من المفسرين على هذا المعنى، وقلة من قال إن الزيادة هي المضاعفة دليل على رجحانه. والله أعلم بالصواب.
- - -
مرجع الضمير المقدر في الفعل ((zNد=tو))
في قوله تعالى: ﴿ قَدْ zNد=tو صَلَاتَهُ ﴾
١٠- قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ uچs؟ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي دN¨uq"uK، ،٩$# وَالْأَرْضِ مژِچ©ـ٩$#ur صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ zNد=tو صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ ٧Lىد=tو بِمَا يَفْعَلُونَ (٤١) ﴾ [سورة النور: ٤١].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:

(١) قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (٢/٤٧٣).
(٢) أضواء البيان للشنقيطي (٣/٣٥٥).

الثالث: أنه الميزان الذي يوزن به، أنزله الله - عز وجل - من السماء، وعلّم عباده الوزن به لئلا يكون بينهم تظالم وتباخس "(١).
٢- النسفي: " ((والميزان)) والعدل والتسوية، ومعنى إنزال العدل أنه أنزله في كتبه المنزلة، وقيل: هو عين الميزان أنزلة في زمن نوح - عليه السلام - "(٢).
٣- القرطبي: " (والميزان) أي العدل، قاله ابن عباس وأكثر المفسرين. والعدل يسمى ميزاناً؛ لأن الميزان آلة الإنصاف والعدل: وقيل: الميزان ما بُيِّن الكتب مما يجب على الإنسان أن يعمل به. وقال قتادة: الميزان العدل فيما أمر به ونهي عنه. وهذه الأقوال متقاربة المعنى. وقيل: هو الجزاء على الطاعة بالثواب وعلى المعصية بالعقاب. وقيل: إنه الميزان نفسه الذي يوزن به، أنزله من السماء وعلم العباد الوزن به، لئلا يكون بينهم تظالم وتباخس، قال تعالى: ﴿ ؟ô‰s)s٩؟$uZù=y™ِ'r&؟$sYn=ك™â'؟دM"uZةi t٧ّ٩$$خ/؟$uZّ٩u"Rr&ur؟قOكgyètB؟|="tGإ٣ّ٩$#؟ڑc#u"چدJّ٩$#ur؟tPqà)u‹د٩؟â¨$¨Y٩$#؟إفَ، ة)ّ٩$$خ/؟ ؟ ﴾ ؟[سورة الحديد: ٢٥]. قال مجاهد: هو الذي يوزن به. ومعنى أنزل الميزان هو إلهامه للخلق أن يعملوه ويعملوا به. وقيل: الميزان محمد - ﷺ -، يقضي بينكم بكتاب الله "(٣).
٤- نظام الدين النيسابوري: " (والميزان) أي أنزل العدل والسوية في كتبه، أو ألهم اتخاذ الميزان. وقيل: هو العقل. وقيل: الميزان نفسه وذلك في زمن نوح - عليه السلام -. وقيل: هو محمد - ﷺ - يقضي بينهم بالكتاب "(٤).
(١) النكت والعيون للماوردي (٥/٢٠٠).
(٢) مدارك التنزيل للنسفي (٤/٧٩).
(٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٦/١٥).
(٤) غرائب القرآن لنظام الدين النيسابوري (٢٥/٢٤).

وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٦٩) }... ٦٩
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧١) ﴾... ٧١... ٤٢٧
سورة غافر
﴿ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ِNخgح !$t/#uن وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨) ﴾... ٨... ٢٨٣، ٢٨٥، ٢٨٦، ٥٣٤، ٥٣٧، ٦٧٢
﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١) ﴾... ١١... ٤٨٥
﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) ﴾... ١٨... ٢٠٨
﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا (#ûqè=çFّ%$# uن!$sYِ/r& الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ z`ƒحچدے"s٣ّ٩$# إِلَّا فِي ٥@"n=|ت (٢٥) ﴾... ٢٥
﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨) ﴾... ٢٨... ١٠٨


الصفحة التالية
Icon