١- أن يرجع الضمير على لفظ الجلالة في قوله ((ألم تر أن الله))، فيكون تأويل الكلام: كل مصل ومسبح منهم قد علم الله صلاته وتسبيحه(١).
٢- أن يرجع الضمير إلى لفظ ((كل)) وعليه إما أن يكون المعنى أنهم يعلمون ما يجب عليهم من الصلاة والتسبيح(٢)، أو أنّ كل مصلٍّ ومسبّح قد علم صلاة نفسه وتسبيح نفسه(٣).
ترجيح الشنقيطي:
... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " اعلم أن الضمير المحذوف الذي هو فاعل ((علم)) قال بعض أهل العلم: إنه راجع إلى الله - عز وجل - في قوله: ((ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات)) الآية؛ وعلى هذا فالمعنى: كل من المسبحين والمصلين قد علم الله صلاته وتسبيحه. وقال بعض أهل العلم: إن الضمير المذكور راجع إلى قوله: ((كل)) أي كل من المصلين والمسبحين قد علم صلاة نفسه وتسبيح نفسه، وقد قدمنا في سورة النحل(٤) في الكلام على قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ $[sد="|¹ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾ [سورة النحل: ٩٧] كلام الأصوليين في أن اللفظ إن احتمل التوكيد والتأسيس حمل على التأسيس(٥)، وبينا أمثلة متعددة لذلك من القرآن العظيم.

(١) جامع البيان للطبري (١٨/١١٧).
(٢) التفسير الكبير للفخر الرازي (٨/٤٠٢).
(٣) فتح البيان للقنوجي (٩/٢٤٠).
(٤) أضواء البيان للشنقيطي (٣/٣٥٥).
(٥) وهي قاعدة مقررة عند علماء الأصول، انظر مثلاً: التمهيد في تخريج الأصول على الفروع للأسنوي (١٦٧)، والبحر المحيط للزركشي (٢/١١٧)، والمحصول في علم أصول الفقه (١/١/٣٥٧).

... ولا تخرج الأقوال في بيان معنى ((الميزان)) عن ما ذكروه، فبنحو ذلك جاء كلام الإمام ابن الجوزي؟(١)؟، وابن جزي؟(٢)؟، والبيضاوي؟(٣)؟، والشوكاني؟(٤)؟، والقنوجي؟(٥)؟؟
تعقيب الباحث:
... يظهر -والله أعلم- أن الراجح في بيان ((الميزان)) أن يراد به العدل والإنصاف، وهو ما رجحه جمهور المفسرين ومنهم الشيخ الشنقيطي، يدل لذلك أمور:
١- أنه اختيار الجمهور، ولقد حكى إجماع الجمهور عليه عدد من أئمة التفسير بعبارات متقاربة، منهم من قال أنه قول " الجمهور "(٦)، ومن قال إنه: " قول أكثر المفسرين "(٧)، وإن قول " الناس "(٨).
٢- لم يخالف أحد، فعلى الرغم من وجود أقوال أخرى ذكرت تحت تفسير الميزان، إلا أنه لم يجزم أحد بترجيح قول منها خلاف ما ذهب إليه الجمهور.
(١) زاد المسير بن الجوزي (٧/٧٧).
(٢) التسهيل لابن جزي (٤/٣٣).
(٣) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/١٩٤).
(٤) فتح القدير للشوكاني (٤/٥١٠).
(٥) فتح البيان للقنوجي (١٢/٢٩٠).
(٦) زاد المسير لابن الجوزي (٧/٧٧).
(٧) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٦/١٥)، فتح القدير للشوكاني (٤/٥١٠)، فتح البيان للقنوجي (١٢/٢٩٠).
(٨) المحرر الوجيز لابن عطية (٣/١٥٦)، جواهر الحسان للثعالبي (٤/١٠٥).

يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (٢٩) }... ٢٩... ، ٦٠٤
﴿ وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ دQِqs)"tƒ 'دoTخ) أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ ة>#u"ômF{$# (٣٠) ﴾... ٣٠
﴿ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَاد وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ ك‰ƒحچمƒ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (٣١) ﴾... ٣٠
﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (٤٠) ﴾... ٤٠... ٦١٣
﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١) ﴾... ٥١... ٧٤٩، ٧٥٣
﴿ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢) ﴾... ٧١-٧٢... ٩٢، ٥٠٣
﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) ﴾... ٨٤... ٩٧، ٤٣٥، ٥٤٨
﴿ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (٨٥) ﴾... ٨٥... ، ٤٣٥، ٥٤٨
سورة فصلت
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٨) ﴾... ٨... ٩٦
﴿ وَيَوْمَ مژ|³َsمƒ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩) ﴾... ١٩... ٣٤٥
﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ $sYّ‹n=tم (#ûqن٩$s% أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١) ﴾... ٢١


الصفحة التالية
Icon