... قال السمين الحلبي وهو يتحدث عن الضمائر في الآية التي نحن بصددها: "أنها كلها عائدة على ((كل)) أي كل قد علم هو صلاة نفسه وتسبيحها. وهذا أولى لتوافق الضمائر "(١).
٣- قاعدة: عودة الضمير إلى أقرب مذكور ما لم يصرفه صارف(٢). فإن الأقرب لفظ ((كل))، فإعادة الضمير إليه أولى من إعادته إلى الأبعد، وهو لفظ الجلالة.
٤- إن من ما يدل على عودة الضمير إلى لفظ ((كل))؛ اتفاق القراء على قراءة ((كلٌ)) بالرفع(٣)، ولو كان الضمير في ((علم)) يعود على لفظ الجلالة لكان نصب ((كل)) أولى، كما ذكر ذلك للإمام الشوكاني(٤) وغيره.
٥- وهناك فائدة أخيرة لطيفة في رجوع الضمير إلى لفظ ((كل)) ذكرها الشيخ صديق حسن القنوجي؛ قال: " وفائدة الإخبار بأن كل واحد قد علم ذلك؛ أن صدور هذا التسبيح هو عن علم قد علمها الله ذلك وألهمها إليه، لا أن صدوره منها على طريقة الاتفاق بلا روية، وفي ذلك زيادة دلالة على بديع صنع الله سبحانه وعظم شأنه، من كونه جعلها مسبحة له، عالمة بما يصدر منها، غير جاهلة له "(٥). والله أعلم بالصواب.
- - -
معنى قوله تعالى ﴿ دُعَاءَ الرَّسُولِ ﴾
١١- قوله تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ ِNن٣sY÷ t/ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [سورة النور: ٦٣].
مجمل الأقوال الوردة في الآية:

(١) الدر المصون للسمين الحلبي (٨/٤١٩).
(٢) الإتقان للسيوطي (١/٥٠٨)، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (٢/٦٢١)، وأضواء البيان للشنقيطي (٤/٢٤٦)، عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ $yg١yٹ$sYsù مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا 'دTu"ّtrB قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤) ﴾ [سورة مريم: ٢٤].
(٣) القراءات العشر المتواترة لمحمد كريم راجح (٣٥٥).
(٤) فتح القدير للشوكاني (٤/٤٢).
(٥) فتح البيان للقنوجي (٩/٢٤١).

وتحريم أكل مال اليتيم المذكور في قوله ﴿ ؟¨bخ)؟tûïد%©!$#؟tbqè=à٢ù'tƒ؟tA¨uqّBr&؟٤'yJ"tGuٹّ٩$#؟$¸Jù=àك؟$yJ¯Rخ)؟tbqè=à٢ù'tƒ؟'خû؟ِNخgدRqنـç/؟#Y'$tR؟ ؟ ﴾ ؟[سورة النساء: ١٠] من الكتاب. وتحريم إغراق مال اليتيم وإحراقه، المعروف من ذلك الميزان الذي أنزله الله - عز وجل - مع رسله.
وجلد القاذف الذكر للمحصنة الأنثى ثمانين جلدة ورد شهادته والحكم بفسقه المنصوص في قوله تعالى: ﴿ ؟tûïد%©!$#ur؟tbqمBِچtƒ؟دM"sY|ءَsكJّ٩$#؟NèO؟َOs٩؟(#qè؟ù'tƒ؟دpyèt/ِ'r'خ/؟uن!#y‰pkà­؟َOèdrك‰د=ô_$$sù؟tûüدZ"uKrO؟Zot$ù#y_؟ںwur؟(#qè=t٧ّ)s؟؟ِNçlm; ؟¸oy‰"pky­؟#Y‰t/r&؟ ؟y٧ح´¯"s٩'ré&ur؟مNèd؟tbqà)إ،"xےّ٩$#؟احب؟wخ)؟tûïد%©!$#؟(#qç/$s؟؟.`دB؟د‰÷èt/؟y٧د٩¨sŒ؟(#qكsn=ô¹r&ur؟¨bخ*sù؟©!$#؟ض'qàےxî؟زO‹دm'؟اخب؟ ﴾ ؟[سورة النور: ٤-٥] من الكتاب الذي أنزله الله - عز وجل -. وعقوبة القاذف الذكر لذكر مثله، والأنثى القاذفة للذكر أو لأنثى بمثل تلك العقوبة المنصوصة في القرآن من الميزان المذكور.
وحلّية المرأة التي كانت مبتونة بسبب نكاح زوج ثان وطلاقه لها بعد الدخول المنصوص في قوله تعالى: ﴿ ؟؟bخ*sù؟$ygs)¯=sغ؟ںxsù؟yy$uZم_؟!$yJخkِژn=tو؟br&؟!$yèy_#uژyItƒ؟ ﴾ ؟[سورة البقرة: ٢٣٠] أي فإن طلقها الزوج الثاني بعد الدخول وذوق العسيلة، فلا جناح عليهما أي لا جناح على المرأة التي كانت مبتوتة والزوج الذي كانت حراماً عليه؛ أن يتراجعا بعد نكاح الثاني وطلاقه لها، من الكتاب الذي أنزله الله - عز وجل -. وأما إن مات الزوج الثاني بعد أن دخل بها وكان موته قبل أن يطلقها، فحليتها للأول الذي كانت حراماً عليه، من الميزان الذي أنزله الله - عز وجل - مع رسله عليهم السلام "(١). اهـ. والله أعلم بالصواب.
- - -
الجُزْء
٦٥- قوله تعالى: ﴿ ؟(#qè=yèy_ur؟¼çms٩؟ô`دB؟¾دnدٹ$t٦دم؟#¹ن÷"م_؟ ؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ١٥].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
(١) أضواء البيان للشنقيطي (٧/١٨٥-١٨٧).

* وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨) }... ٥٧-٥٨... ١١٦
﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) ﴾... ٦١
﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) ﴾... ٦٩... ٦٧٠، ٦٧٢
﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) ﴾... ٧٠... ، ٦٧١
﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٧١) ﴾... ٧١
﴿ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) ﴾... ٧٥
﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا ِNخkِ‰y‰s٩ يَكْتُبُونَ (٨٠) ﴾... ٨٠
﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧) ﴾... ٨٧... ، ٨٦٤
سورة الدخان
﴿ حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) ﴾... ١-٢... ، ٨٣٨
﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) ﴾... ٤-٥-٦... ، ٦٥١، ٦٥٥
﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ مNن٣ح !$t/#uن الْأَوَّلِينَ (٨) ﴾... ٨
﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) ﴾... ٥٤
سورة الجاثية
﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٨) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٩) ﴾... ٧-٨-٩


الصفحة التالية
Icon