١- الإمام ابن كثير، قال: " قال الضحاك(١) عن ابن عباس: كانوا يقولون يا محمد يا أبا القاسم فنهاهم الله - عز وجل - عن ذلك إعظاماً لنبيه - ﷺ - قال فقولوا يا نبي الله يا رسول الله. وهكذا قال مجاهد، وسعيد بن جبير. وقال قتادة: أمر الله - عز وجل - أن يهاب نبيه - ﷺ - وأن يبجل وأن يعظم وأن يسود. وقال مقاتل في قوله تعالى: ((لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً)) يقول لا تسموه إذا دعوتموه يا محمد ولا تقولوا يا ابن عبدالله ولكن شرفوه فقولوا: يا نبي الله يا رسول الله، [ثم قال في آخر كلامه]: هذا قول وهو الظاهر من السياق، كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا $uZدم¨u' ﴾ [سورة البقرة: ١٠٤]، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا (#ûqمèsùِچs؟ ِNن٣s؟¨uqô¹r& ﴾ إلى ﴿ ٤س®Lxm تَخْرُجَ ِNخkِژs٩خ) لَكَانَ #[ژِچyz لَهُمْ ﴾ [سورة الحجرات: ٢-٥]، فهذا كله من باب الأدب في مخاطبة النبي - ﷺ - والكلام معه وعنده "(٢).

(١) الضحاك بن مزاحم الهلالي، الخراساني، المفسّر، ذكره ابن حبان في الثقات، اشتهر بالتفسير. توفي سنة (١٠٦هـ). تهذيب التهذيب (٤/٤٥٣).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٣٠٧).

... وأن قول من قال: إن المراد بالجزء العدل والنظر الذي هو الشريك غير صواب أيضاً؛ لأن إطلاق الجزء على النظير ليس بمعروف في كلام العرب.
أما كون المراد بالجزء في الآية الولد، وكون المراد بالولد خصوص الإناث؛ فهذا هو التحقيق في الآية. وإطلاق الجزء على الولد يوجه بأمرين:
أحدهما: ما ذكره بعض علماء العربية من أن العرب تطلق الجزء مراداً به البنات، ويقولون: أجزأت المرأة إذا ولدت البنات، وامرأة مجزئة أي تلد البنات (١)، قالوا ومنه قول الشاعر:
إن أجزأت حرة يوماً فلا عجب...... قد تجزئ الحرة المذكار أحياناً
وقول الآخر:
زوجتها من بنات الأوس مجزئة...... للعوسج اللدن في أبياتها زجل
الثاني: وهو التحقيق إن شاء الله أن المراد بالجزء في الآية الولد، وأنه أطلق عليه اسم الجزء؛ لأن الفرع كأنه جزء من أصله والولد كأنه بضعة من الوالد كما لا يخفى.
... وأما كون المراد بالولد المعبر عنه بالجزء في الآية خصوص الإناث فقرينة السياق دالة عليه دلالة واضحة؛ لأن جعل المذكور لله من عباده هو بعينه الذي أنكره الله - عز وجل - إنكاراً شديداً وقرع مرتكبه تقريعاً شديداً في قوله تعالى: ﴿ ؟دQr&؟x‹sƒھB$#؟$£JدB؟ك،è=ّƒs†؟;N$uZt/؟Nن٣٨xےô¹r&ur؟tûüدZt٦ّ٩$$خ/؟اتدب؟#sŒخ)ur؟uژإe³ç٠؟Nèdك‰xmr&؟$yJخ/؟z>uژںر؟ا`"uH÷qچ=د٩؟WxsVtB؟¨@sك؟¼çmكgô_ur؟#tٹuqَ، مB؟uqèdur؟يOٹدàx. ؟اتذب؟`tBurr&؟(#às¤±sYمƒ؟'خû؟دpuٹù=إsّ٩$#؟uqèdur؟'خû؟دQ$|ءدƒù:$#؟مژِچxî؟&ûüخ٧مB؟اترب؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ١٦-١٨] "(٢).
الموافقون:
(١) القاموس المحيط للفيروز آبادي ص(٤٥)، باب الهمزة، فصل الجيم. والبيتان ذكرهما ابن منظور في لسان العرب تحت مادة (جزأ) ولم ينسبها. انظر: لسان العرب لابن منظور (طبعة ملونة)
(٢/٢٦٨) باب الجيم، مادة: جزأ.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٢١٤-٢١٧).

لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢) }... ٢... ، ٦٨٣
﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (٤) ﴾... ٤... ، ١٠٠
﴿ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (٥) ﴾... ٥
﴿ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ نotچح !#yٹ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٦) ﴾... ٦
﴿ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (١٢) ﴾... ١٢
سورة الحجرات
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢) ﴾... ٢... ٥٥، ٢٢٦، ٢٢٧
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣) ﴾... ٣... ، ٢٢٧
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤) ﴾... ٤... ، ٢٢٧


الصفحة التالية
Icon