٢- سيد قطب، قال: " ويلفت إلى ضرورة توقير الرسول - ﷺ - عند الاستئذان، وفي كل الأحوال، فلا يدعي باسمه: يا محمد، أو كنيته: يا أبا القاسم، كما يدعو المسلمين بعضهم بعضا. إنما يدعى بتشريف الله - عز وجل - له وتكريمه: يا نبي الله، يا رسول الله، ((لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا))، فلابد من امتلاء القلوب بالتوقير لرسول الله - ﷺ - حتى تستشعر توقير كل كلمة منه وكل توجيه. وهي لفتة ضرورية؛ فلابد للمربي من وقار، ولابد للقائد من هيبة. وفرق بين أن يكون هو متواضعاً هيناً ليناً؛ وأن ينسوا هم أنه مربيهم فيدعوه دعاء بعضهم لبعض.. يجب أن تبقى للمربي منزلة في نفوس من يربيهم يرتفع بها عليهم في قرارة شعورهم، ويستحون هم أن يتجاوزا معها حدود التبجيل والتوقير "(١).
المخالفون:
... خالف الشنقيطي في ترجيحه عدد من المفسرين يمكن تقسيمهم على النحو الآتي:
أولاً: من اختار قولا واحداً مخالفاً لما اختاره الشنقيطي، ومنهم:

(١) في ظلال القرآن لسيد قطب (٤/٢٥٣٥).

... وأعني بهم كل الذين فسّروا الآية أنه يراد بها ما ادّعاه المشركون: أن الملائكة بنات الله، سواء فسّر الجزء بالولد أو البنت أو النصيب، فإن كل من ذكر أن الآية تشير إلى ادعاء المشركين أن الملائكة بنات الله، فهو قد وافق الشنقيطي في تحديد المراد بالآية. وعليه يلاحظ اجتماع الأقوال الثلاثة الأولى في مجمل الأقوال واعتبار من قال ولو بواحد منها موافقاً للشنقيطي، فمنهم:
١- الإمام الطبري -بعد ذكر الآيات- قال: " يقول تعالى ذكره وجعل هؤلاء المشركون لله - عز وجل - من خلقه نصيباً وذلك قولهم للملائكة بنات الله. [ثم ذكر القول الآخر وأن المراد بـ (جزءاً) عدلاً، وقال:] وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك لأن الله جل ثناؤه أتبع ذلك قوله ((أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين)) توبيخاً لهم على قولهم ذلك، فكان معلوماً أن توبيخه إياهم بذلك إنما هو عما أخبر عنهم من قيلهم ما قالوا في إضافة البنات إلى الله جل ثناؤه "(١).
٢- الواحدي: " ((وجعلوا له من عباده جزءاً)) أي الذين جعلوا الملائكة بنات الله "(٢).
٣- النسفي: " ((وجعلوا له من عباده جزءاً)) متصل بقوله: ﴿ ؟ûبُs٩ur؟OكgtFّ٩r'y™؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ٩] أي: ولئن سألتهم عن خالق السماوات والأرض ليعترفن به وقد جعلوا له مع ذلك الاعتراف من عباده جزءاً، أي قالوا الملائكة بنات الله، فجعلوهم جزءاً له وبعضاً منه، كما يكون الولد جزءاً لوالده "(٣).
٤- ابن الجوزي: " قوله تعالى ((وجعلوا له من عباده جزءاً)) أما الجعل هاهنا فمعناه: الحكم بالشيء، وهم الذين زعموا أن الملائكة بنات الله، والمعنى جعلوا له نصيباً من الولد "(٤).
(١) جامع البيان للطبري (٢٥/٣٤).
(٢) الوجيز للواحدي (٢/٩٧١).
(٣) مدارك التنزيل للنسفي (٤/٨٧).
(٤) زاد المسير لابن الجوزي (٧/٩٢).

وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥) }... ٥... ، ٢٢٧
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١) ﴾... ١١
﴿ * قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) ﴾... ١٤
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥) ﴾... ١٥
﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧) ﴾... ١٧
سورة ق
﴿ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ ٨ى ٧è؟ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤) ﴾... ١٤
﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) ﴾... ١٨


الصفحة التالية
Icon