أ- الإمام الطبري، قال: " نهى الله - عز وجل - بهذه الآية المؤمنين أن يتعرضوا لدعاء الرسول - ﷺ - عليهم، وقال لهم اتقوا دعاءه عليكم بأن تفعلوا ما يسخطه فيدعوا لذلك عليكم فتهلكوا؛ فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس فإن دعاءه موجبة [إلى أن قال]: وأولى التأويلين في ذلك بالصواب عندي: التأويل الذي قاله ابن عباس [الذي ضمن في كلام الطبري آنفاً] وذلك أن الذي قبل قوله تعالى: ((لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)) نهي من الله - عز وجل - المؤمنين أن يأتوا من الانصراف عنه في الأمر الذي يجمع جميعهم ما يكرهه. والذي بعده وعيد للمنصرفين عنه بغير إذنه. فالذي بينهما بأن يكون تحذيراً لهم سخطه أن يضطره إلى الدعاء عليهم أشبه من أن يكون أمراً لهم بما لم يجر له ذكر من تعظيمه وتوقيره بالقول والدعاء "(١).
ب- ابن جزي، في أثناء ذكره للأقوال الواردة في معنى الآية رجح القول الأول بقوله: " إن الدعاء هنا يراد به دعاء النبي - ﷺ - إياهم ليجتمعوا إليه في أمر جامع أو في قتال وشبه ذلك، فالمعنى أن إجابتكم له إذا دعاكم واجبة عليكم بخلاف إذا دعا بعضكم بعضا، فهو كقوله تعالى: ﴿ (#qç٧ٹإftGَ™$# لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ ﴾ [سورة الأنفال: ٢٤] ويقوي هذا القول مناسبته لما قبله من الاستئذان والأمر الجامع "(٢).

(١) جامع البيان للطبري (١٨/١٣٤).
(٢) التسهيل لابن جزي (٣/١٥٨).

٥- البقاعي: "... ((من عباده)) الذين أبدعهم كما أبدع غيرهم ((جزءاً)) أي ولداً هو لحصرهم إياه في الأنثى أحد قسميْ الأولاد، وكل ولد فهو جزء من والده. ومن كان له جزء كان محتاجاً فلم يكن إلها. وذلك لقولهم: الملائكة بنات الله. فثبت بذلك طيش عقولهم، وسخافة آرائهم "(١).
٦- السعدي: " يخبر تعالى عن شناعة قول المشركين، الذين جعلوا لله تعالى ولداً، وهو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يكن له كفواً أحد، وإن ذلك باطل من عدة أوجه:
منها: أن الخلق كلهم عباده، والعبودية تنافي الولادة.
ومنها: أن الولد جزء من والده، والله تعالى بائن من خلقه، مباين لهم في صفاته ونعوت جلاله، والولد جزء من الوالد، فمحال أن يكون لله تعالى ولداً.
ومنها: أنهم يزعمون أن الملائكة بنات الله، ومن المعلوم أن البنات أدون الصنفين، فكيف يكون لله البنات، ويصطفيهم بالبنين، ويفضلهم بها؟! فإذا يكونون أفضل من الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ومنها: الصنف الذي نسبوه لله، وهو البنات، أدون الصنفين، وأكرههما لهم، حتى إنهم من كراهتهم لذلك ﴿ ؟#sŒخ)ur؟uژإe³ç٠؟Nèdك‰xmr&؟$yJخ/؟z>uژںر؟ا`"uH÷q

چ=د٩؟WxsVtB؟¨@sك؟¼çmكgô_ur؟#tٹuqَ، مB؟ ﴾ ؟؟سورة الزخرف: ١٧] من كراهته وشدة بغضه، فكيف يجعلون لله ما يكرهون؟

ومنها: أن الأنثى ناقصة في وصفها، وفي منطقها وبيانها، ولهذا قال تعالى: ﴿ ؟`tBurr&؟(#às¤±sYمƒ؟'خû؟دpuٹù=إsّ٩$#؟ ﴾ ؟أي: يجمل فيها، لنقص جماله، فيجمل بأمر خارج عنه؟ ﴿ ؟uqèdur؟'خû؟دQ$|ءدƒù:$#؟ ﴾ ؟أي: عند الخصام الموجب لإظهار ما عند الشخص من الكلام، ﴿ ؟؟مژِچxî؟&ûüخ٧مB؟؟ ﴾ ؟أي: غير مبين لحجته، ولا مفصح عما احتوى عليه ضميره، فكيف ينسبونهن لله تعالى؟

(١) نظم الدرر للبقاعي (١٧/٣٩٩).

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا ×، ح !$y™ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (٢٦) * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠) }... ٢٠-٣٠... ، ٢٠٩، ٣٣١، ٥١١، ٥١٢، ٥٨٨، ٦١٦، ٧٩٠، ٧٩٨، ٧٨٤
﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (٣٥) ﴾... ٣٥
سورة الذارايات
﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣) ﴾... ١٣
﴿ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) ﴾... ٣٥-٣٦
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) ﴾... ٥٦... ، ٣٨٢، ٧١٨
سورة الطور
﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠) ﴾... ٢٠
﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧) ﴾... ٢٧
﴿ فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠) ﴾... ٢٩-٣٠... ، ٩٢٦
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (٤٩) ﴾... ٤٩
سورة النجم
﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) ﴾... ١


الصفحة التالية
Icon