... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " والفتنة في قوله ((أن تصيبهم فتنة)) قيل هي القتل، وقيل الزلازل والأهوال، وقيل السلطان الجائر. وقال بعضهم: هي الطبع على القلوب بسبب شؤم مخالفة أمر الله ورسوله - ﷺ -. وقال بعض العلماء: ((فتنة)) محنة في الدنيا أو يصيبهم عذاب أليم في الآخرة.
قال مقيده(١) عفا الله عن وغفر له: قد دل استقراء القرآن العظيم أن الفتنة فيه أطلقت على أربعة معان:
الأول: أن يراد بها الإحراق بالنار؛ كقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾ [سورة الذاريات: ١٣]. وقوله تعالى: ﴿ إِن الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ دM"sYدB÷sكJّ٩$#ur ﴾ [سورة البروج: ١٠] أي أحرقوهم بنار الأخدود على القول بذلك.
الثاني: وهو أشهرها إطلاق الفتنة على الاختبار؛ كقوله تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ خژِچsƒù:$#ur فِتْنَةً ﴾ [سورة الأنبياء: ٣٥]. وقوله تعالى: ﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى دps)ƒحچ©ـ٩$# Nكg"sYّ‹s)َ™{ مَاءً غَدَقًا (١٦) ÷LàisYدGّےuZدj٩ فِيهِ ﴾ [سورة الجن: ١٦-١٧].
والثالث: إطلاق الفتنة على نتيجة الاختيار إن كانت سيئة؛ كقوله تعالى:

(١) الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.

٥- فائدة: تجمع بين القولين، ما رجحه الجمهور، والمرجوح وهذا أن يراد بالجزء: العدل والنظير يعني جميع المعبودات من دون الله - عز وجل -، وذلك " أنا إذا حملنا هذه الآية(١) على إنكار الشريك لله، وحملنا الآية التي بعدها(٢) على إنكار الولد لله، كانت الآيات جامعة للرد على جميع المبطلين "(٣). والله أعلم بالصواب.
- - -
المراد بالرحمة
٦٦- قوله تعالى: ﴿ ؟(#qن٩$s%ur؟ںwِqs٩؟tAحh"çR؟#x‹"yd؟مb#uنِچà)ّ٩$#؟٤'n؟tم؟٥@م_u'؟z`دiB؟بû÷ütGtƒِچs)ّ٩$#؟؟Lىدàtم؟اجتب؟َOèdr&؟tbqكJإ، ّ)tƒ؟|MuH÷qu'؟y٧خn/u'؟ ؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ٣١-٣٢].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- أن المراد بالرحمة: النبوة وإنزال الوحي(٤).
٢- أن الرحمة اسم يعم كل خير من عند الله - عز وجل - (٥).
ترجيح الشنقيطي:
... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " قوله تعالى: ((أهم يقسمون رحمة ربك)) الظاهر المتبادر أن المراد برحمة ربك النبوة وإنزال الوحي.
... وإطلاق الرحمة على ذلك متعدد في القرآن الكريم، كقوله تعالى في الدخان
﴿ ؟$¯Rخ)؟$¨Zن. ؟tû، ح#إ™ِچمB؟اخب؟ZpyJômu'؟`دiB؟y٧خn/'؟ ؟ ﴾ ؟[سورة الدخان: ٥-٦]، وقوله في آخر القصص: ﴿ ؟$tBur؟|MZن. ؟(#ûqم_ِچs؟؟br&؟#'s+ù=مƒ؟y٧ّ‹s٩خ)؟ـ="tGإ٦ّ٩$#؟wخ)؟ZpyJômu'؟`دiB؟y٧خn/'؟ ؟ ﴾ ؟[سورة القصص: ٨٦]، وقوله في آخر الأنبياء: ﴿ ؟!$tBur؟y٧"sYù=y™ِ'r&؟wخ)؟ZpuH÷qu'؟ڑْüدJn="yèù=دj٩؟اتةذب؟ ﴾ ؟[سورة الأنبياء: ١٠٧] "(٦).
الموافقون:
(١) يعني قوله تعالى: ﴿ ؟(#qè=yèy_ur؟¼çms٩؟ô`دB؟¾دnدٹ$t٦دم؟#¹ن÷"م_؟ ؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ١٦].
(٢) يعني قوله تعالى: ﴿ ؟دQr&؟x‹sƒھB$#؟$£JدB؟ك،è=ّƒs†؟;N$uZt/؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ١٦].
(٣) التفسير الكبير للفخر الرازي (٩/٦٢٣).
(٤) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٢٤٢).
(٥) المحرر الوجيز لابن عطية (١٣/٢١٧).
(٦) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٢٤٢).

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦) }... ٦
سورة الملك
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢) ﴾... ٢... ، ٨٢٠، ٨٢٨
﴿ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) ﴾... ٧-٨
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (١٠) ﴾... ١٠... ، ٤٢٩
﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤) ﴾... ١٤
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩) ﴾... ١٩... ، ٥٢٥
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (٣٠) ﴾... ٣٠
سورة القلم
﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨) ﴾... ٤٨... ، ٧٣٠
سورة الحاقة
﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (١١) ﴾... ١١... ، ٨١٥
﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴾... ١٩... ٦١٦
﴿ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠) ﴾... ٢٠
﴿ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٤٢) ﴾... ٤١-٤٢
سورة المعارج


الصفحة التالية
Icon