دراسة ترجيحات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان

وَقَاتِلُوهُمْ ٤س®Lxm لَا تَكُونَ ×psY÷Fدù وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ } [سورة البقرة: ١٩٣]، وفي الأنفال: ﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [سورة الأنفال: ٣٩]. فقوله ((حتى لا تكون فتنة)) أي حتى لا يبقى شرك، على أصح التفسيرين، ويدل على صحته قوله بعده ((ويكون الدين لله)) لأن الدين لا يكون كله لله حتى لا يبقى شرك كما ترى، ويوضح ذلك قوله - ﷺ - :" أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله "(١) كما لا يخفى.
والرابع: إطلاق الفتنة على الحجة؛ في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ $sYخn/u' مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) ﴾ [سورة الأنعام: ٢٣] أي لم تكن حجتهم، كما قال به بعض أهل العلم.
والأظهر عندي: أن الفتنة في قوله هنا: ((أن تصيبهم فتنة)) أنه من النوع الثالث من الأنواع المذكورة. وأن معناه أن يفتنهم الله - عز وجل - أي يزيدهم ضلالاً بسبب مخالفتهم عن أمره وأمر رسوله - ﷺ -.
وهذا المعنى تدل عليه آيات كثيرة من كتاب الله تعالى، كقوله جل وعلا: ﴿ كَلَّا بَلْ ٢ رَانَ عَلَى Nخkح٥qè=è% مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) ﴾ [سورة المطففين: ١٤]، وقوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا (#ûqنî#y- أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [سورة الصف: ٥]، وقوله تعالى ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مNèdyٹ#u"sù اللَّهُ $ZتuچtB ﴾ [سورة البقرة: ١٠]، وقوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ ذكuچ¨B ِNهkّEyٹ#u"sù رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ ﴾ [سورة التوبة: ١٢٥]، وغيرها.

... إن الرحمة المذكورة في قوله تعالى ((أهم يقسمون رحمة ربك)) يراد بها النبوة والرسالة. هذا ما اتفق على اختياره جمهور المفسرين ومعهم الشيخ الشنقيطي، فمنهم:
١- الإمام الطبري(١)....... ٢- الماوردي(٢)....... ٣- الواحدي(٣).
٤- البغوي(٤).......... ٥- النسفي(٥)....... ٦- الزمخشري(٦).
٧- النيسابوري(٧)....... ٨- ابن الجوزي(٨)....... ٩- الفخر الرازي(٩).
١٠- القرطبي(١٠)....... ١١- الخازن(١١).... ١٢- نظام الدين النيسابوري(١٢).
١٣- ابن جزي(١٣)....... ١٤- أبوحيان(١٤).... ١٥- ابن كثير(١٥).
١٦- البيضاوي(١٦)....... ١٧- المحلي(١٧).... ١٨- البقاعي(١٨).
١٩- القاسمي(١٩)....... ٢٠- السعدي(٢٠).... ٢١- سيد قطب(٢١)....
٢٢- ابن عاشور(٢٢).
المخالفون:
... وهم من رجّحوا أن الرحمة المذكورة في الآية شاملة لكل الفضائل والمكرمات والخيرات من عند الله - عز وجل -، والنبوة من ضمنها، وقد قال بهذا من المفسرين:

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٢٩) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) }... ٢٩-٣٠
﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (٤٤) ﴾... ٤٤
سورة الجن
﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (١٦) ﴾... ١٦
﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (١٧) ﴾... ١٧
﴿ لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (٢٨) ﴾... ٢٨... ، ٥١٦٦
سورة القيامة
﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (٣٧) ﴾... ٣٧... ، ٨٦٣
سورة المرسلات
﴿ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (٥) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (٦) ﴾... ٥-٦
سورة النبأ
﴿ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (٣٠) ﴾... ٣٠
سورة النازعات
﴿ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥) ﴾... ٥... ، ٨٠٢، ٨١٦
سورة عبس
﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) ﴾... ١-٢
﴿ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦) ﴾... ١٣-١٤-١٥-١٦
سورة التكوير
﴿ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) ﴾... ٢
﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) ﴾... ٧
﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) ﴾... ١٠
سورة الانفطار
﴿ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) ﴾... ٢
سورة المطففين
﴿ كَلَّا بَلْ ٢ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) ﴾... ١٤
سورة الانشقاق
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥) ﴾... ٢٥
سورة البروج
﴿ إِن الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (١٠) ﴾... ١٠
سورة الطارق

---