والآيات تمثل ذلك كثيرة والعلم عند الله تعالى "(١).
... نخلص من هذا أن الشنقيطي يرى معنى الفتنة في هذه الآية: زيادة الإضلال للمخالفين بسبب مخالفتهم، وهو ما عبّر عنه بعض المفسرين بالطبع على القلوب، وقولهم موافق لما ذهب إليه الشنقيطي.
الموافقون:
١- الطبري: (( أن تصيبهم فتنة من الله أو يصيبهم عذاب أليم فيطبع على قلوبهم فيكفروا بالله ))(٢).
٢- ابن كثير: " (( أن تصيبهم فتنة )) أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة "(٣).
٣- السيوطي: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة )) أن يطبع على قلوبهم "(٤).
المخالفون:
وأعني بهم كل من اختار معنى واحداً فقط لبيان المراد بالفتنة في الآية -غير ما رجحه الشنقيطي-، فمنهم:
١- البغوي: " ((أن تصيبهم فتنة)) أي لئلا تصيبهم فتنة، أي بلاء في الدنيا "(٥).
٢- الزمخشري: " ((فتنة)) محنة في الدنيا "(٦).
٣- الخازن: " ((أن تصيبهم فتنة )) أي بلاٌ في الدنيا "(٧).
٤- البيضاوي: " محنة في الدنيا "(٨).
٥- البقاعي: " ((أن تصيبهم فتنة)) أي: شيء يخالطهم في الدنيا فيحيل أمورهم إلى غير الحالة المحبوبة التي كانوا عليها "(٩).
٦- السعدي: " ((أن تصيبهم فتنة)) أي شرك وشر "(١٠).

(١) أضواء البيان للشنقيطي (٦/٢٥٢-٢٥٥).
(٢) جامع البيان للطبري (١٨/١٣٥).
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٣٠٧).
(٤) الدر المنثور للسيوطي (٥/٦١).
(٥) مختصر البغوي (٢/٦٥٤).
(٦) الكشاف للزمخشري (٣/٢٥٣).
(٧) لباب التأويل للخازن (٥/٧٦).
(٨) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٦٨).
(٩) نظم الدرر للبقاعي (١٣/٣٢٦).
(١٠) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٥٧٧).

١- ابن عطية(١)....... ٢- الثعالبي(٢).
تعقيب الباحث:
... الظاهر -والله أعلم- أن يراد بالرحمة في قوله تعالى ((أهم يقسمون رحمة ربك)) النبوة والرسالة، وهو ما ذهب إليه جمهور المفسرين قديماً وحديثاً، يدل لذلك:
١- دلالة السياق على هذا المعنى(٣)، فإن ما قبلها من الآيات حديث عن إرسال الرسول بالدين الحق وتكذيب الكفار له ﴿ ؟$£Js٩ur؟مNèduن!$y_؟'،utù:$#؟(#qن٩$s%؟#x‹"yd؟ضچَsإ™؟$¯Rخ)ur؟¾دmخ/؟tbrمچدے"x. ؟اجةب؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ٣٠]، ثم اقتراحهم الاقتراح السخيف الجاهل بأن ينزل القرآن الكريم على أحد زعمائهم المعروفين -حكي القرآن الكريم عنهم- ﴿ ؟(#qن٩$s%ur؟ںwِqs٩؟tAحh"çR؟#x‹"yd؟مb#uنِچà)ّ٩$#؟٤'n؟tم؟٥@م_u'؟z`دiB؟بû÷ütGtƒِچs)ّ٩$#؟؟Lىدàtم؟اجتب؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ٣١] فجاءهم الرد مع الإنكار أن يكون لهم تحكم ورأي في إنزال الوحي ((أهم يقسمون رحمة ربك))، فيترجح أن يراد بـ ((رحمة ربك)) النبوة والرسالة " لأنه المناسب لما قبله "(٤).
٢- يؤيد هذا الترجيح أيضاً ما دلت عليه آيات أخرى من كتاب الله - عز وجل - عبّر فيها عن النبوة والرسالة بالرحمة، كقوله تعالى: ﴿ ؟!$tBur؟y٧"sYù=y™ِ'r&؟wخ)؟ZpuH÷qu'؟ڑْüدJn="yèù=دj٩؟اتةذب؟ ﴾ ؟[سورة الأنبياء: ١٠٧]، وقوله تعالى: ﴿ ؟$tBur؟|MZن. ؟(#ûqم_ِچs؟؟br&؟#'s+ù=مƒ؟y٧ّ‹s٩خ)؟ـ="tGإ٦ّ٩$#؟wخ)؟ZpyJômu'؟`دiB؟y٧خn/'؟ ؟ ﴾ ؟[سورة القصص: ٨٦]، وقوله تعالى: ﴿ ؟$¯Rخ)؟$¨Zن. ؟tû، ح#إ™ِچمB؟اخب؟ZpyJômu'؟`دiB؟y٧خn/'؟ ؟ ﴾ ؟[سورة الدخان: ٥-٦]، فتحمل الرحمة هنا في سورة الزخرف على ما حملت عليه في تلك الآيات، وهذا من نوع تفسير القرآن بالقرآن(٥).
(١) المحرر الوجيز لابن عطية (١٣/٢١٧).
(٢) جواهر الحسان للثعالبي (٤/١٢٦).
(٣) قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (١/١٢٥).
(٤) حاشية الشهاب على البيضاوي (٧/٤٤٠).
(٥) شرح مقدمة التفسير لابن عثيمين ص(١٢٧)، قواعد التفسير لخالد السبت (١/١٠٩).

إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) }... ١٣-١٤... ٥٦٢
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (١٧) ﴾... -١٥-١٦-١٧
سورة الأعلى
﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (٤) ﴾... ١-٢-٣-٤
سورة البلد
﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (٩) ﴾... ٨-٩
سورة الليل
﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١) ﴾... ١٧-١٨-١٩-٢٠-٢١
سورة الضحى
﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (٥) ﴾... ٣-٤-٥
﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) ﴾... ٧
سورة التين
﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) ﴾... ١-٢
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) ﴾... ٦
سورة العلق
﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) ﴾... ٦
سورة القدر
﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) ﴾... ٤... ، ١٢٦
سورة الزلزلة
﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤) ﴾... ٤
سورة العاديات
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) ﴾... ٦
سورة الهمزة
﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩) ﴾... ٨-٩
الكافرون
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) ﴾... ١-٢-٣
سورة النصر
﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) ﴾... ١
سورة الفلق


الصفحة التالية
Icon