دراسة ترجيحات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان

ونجد البعض الآخر يبين معنى الفتنة ببعض أنواع الفتن التي قد تصيب المخالفين لأمر الله - عز وجل - وأمر رسوله - ﷺ - ؛ من طبع على القلوب أو قسوة فيها تؤدي إلى عدم معرفة المعروف من المنكر، أو إسباغ النعم استدراجاً أو الكفر أو القتل أو الفضيحة أو الزلازل والأهوال أو تسليط سلطان جائر أو غير ذلك، وكل هذه من أنواع الفتن التي تصيب المخالفين في الدنيا(١). فيصح بناءً عليه حمل الآية على الجميع.
هذا علماً أن للفظ الفتنة في القرآن إطلاقات عديدة، سبق ذكر بعضها تحت فقرة (ترجيح الشنقيطي)، وينظر للتوسع فيها كتاب: شواهد القرآن(٢)، وكتاب: الفتنة وموقف المسلم منه في ضوء القرآن الكريم(٣). والله أعلم بالصواب.
- - -
معنى قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴾
١٣- قوله تعالى: ﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (٣) ﴾ [سورة الفرقان: ٣].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- ((ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً)) أي لا دفع ضر، وجلب نفع، فحذف المضاف(٤).
٢- أن المعنى: لا يقدرون أن يضروا أنفسهم أو ينفعوها بشيء(٥).

... ويمكن تقسيمهم إلى فئتين:
أ- الذين وافقوا الشنقيطي تماماً، يعني تدور عباراتهم في بيان معنى ((سخرياً)) حول تسخير الناس بعضهم بعضاً في الأعمال، بجعل البعض محتاجاً إلى البعض لتحصل المواساة بينهم في متاع الدنيا، ويحتاج هذا إلى هذا، ويصنع هذا لهذا، ويعطي هذا هذا، يدخل تحت هذه الفئة:
١- الإمام الطبري: " وقوله ((ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً)) يقول ليستسخر هذا هذا في خدمته إياه وفي عود هذا على هذا بما في يديه من فضل، يقول جعل تعالى ذكره بعضاً لبعض سبباً في المعاش في الدنيا "(١).
٢- الواحدي: " ((ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً)) ليسخّر الأغنياء بأموالهم الفقراء ويستخدموهم، فيكون بعضهم لبعض سبب المعاش في الدنيا، هذا بماله وهذا بأعماله... "(٢).
٣- النسفي: " ((ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً)) ليصرف بعضهم بعضاً في حوائجهم ويستخدموهم في مهنهم ويتسخروهم في أشغالهم حتى يتعايشوا ويصلوا إلى منافعهم، هذا بماله وهذا بأعماله "(٣).
وبمثل هذا القول قال كل من:
٤- الزمخشري(٤)....... ٥- ابن عطية(٥)....... ٦- الفخر الرازي(٦).
٧- ابن جزي(٧)....... ٨- أبوحيان(٨)....... ٩- البيضاوي(٩).
١٠- المحلي(١٠)....... ١١- الثعالبي(١١)....... ١٢- البقاعي(١٢).

" هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً "... ٤٤٩
" وما بدريك أن الله أكرمه "... ٦٨٨
" ومن جاءنا منهم سيجعل الله فرجاً ومخرجاً "... ٧٦٣
" ويل واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلغ قعره "... ٦٧٧
فهرس الأشعار (حسب القافية)
الأبيات الشعرية... الصفحة
نُعى الهدى فعلا القلوب سوادُ... وتفطّرت لمصابها الأكبادُ... ٧٩
ألمٌ يعذب كل قلب في الورى... وأسىً مرارة كَرْبهِ تزداد
كيف الهنا والنفس يملؤها الأسى... ومن الأسى ملأ الجفون سهادُ
خطب يجلُّ عن البكاء وفجيعة... هدّت رواسي الأرض أو لتكادُ
كل الورى في مأتم لما نعى... الناعي الأمين نواطق وجمادُ
إلى أن قال:
يارب من أكرمته ووهبته... للخلق أنت أخذت وهو رشادُ
عبد قضى فيك الحياة وكان مِنْ... مَنْ زاده التقوى ونعم الزادُ
أَعْلِ المقام وعلِّ من درجاته... ياذا الوداد ينله منك وداد
وأثِبْ لنا رفقاً بنا خلفاً له... فالخلق محتاج وأنت جوادُ
وإني وإن أوعدته أو وعدته... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي... ٧٩١
يا دار مية بالعلياء فالسند... أقوت وطال عليها سالف الأبد... ٩١٤
ومما شجاني أنها يوم ودعت... تولت وماء العين في الجفن حائر... ٣٥
فلما أعادت من بعيد بنظرة... إليّ التفاتا أسلمته المحاجر
فلما أعات من بعيد بنظرة... إليَّ التفاتا أسلمته المحاجر
وأعددت للحرب أوزارها... رما حا طولاً وخيلاً ذكوراً... ١١٤
يا رسول المليك إن لساني... راتق ما فتقت إذ أنا بور... ٣٠٩
وفي الخباء عروب غير فاحشة... ريا الروادف يعشى دونها البصر... ٩٠٦
كأن لم يكونوا حمى يحتشى... إذا الناس إذا ذاك من عز بز... ٥٤٠
فضل الجياد على الخيل البطاء فلا... يعطي بذلك ممنوناً ولا نزقا... ٦٠٨
وأسلمت وجهي لمن أسلمت... له الأرض تحمل صخراً ثقالاً... ٧٧١
دحاها فلما استوت شدها... جميعاً وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت... له المزن تحمل عذباً زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة... أطاعت فصبت عليها سحالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت... له الريح تصرف حالاً فحالا

---