٣- أن يعود ضمير ((لأنفسهم)) إلى ما عاد إليه ضمير ((واتخذوا)) أي: لا تقدر الأصنام على نفع الذين عبدوهم ولا على ضرهم(١).
ترجيح الشنقيطي:
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- " وقوله تعالى: ((لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً)) أظهر الأقوال فيه أن المعنى لا يملكون لأنفسهم دفع ضرر ولا جلب نفع.
... كما قاله القرطبي(٢) وغيره. وغاية ما في هذا التفسير حذف مضاف دل المقام عليه، وهو كثير في القرآن وفي كلام العرب.
وقيل المعنى: لا يقدرون أن يضروا أنفسهم أو ينفعوها بشيء، والأول هو الأظهر "(٣).
الموافقون:
جمهور من أئمة التفسير ذهبوا في بيان معنى الآية إلى مثل ما اختاره الشنقيطي؛ من حذف المضاف الذي دل المقام عليه، ويكون عليه المعنى أن الأصنام ونحوها لا يملكون لأنفسهم دفع ضرر ولا جلب نفع، وإليك أقوال بعضهم:
١- الطبري: " ولا تملك لأنفسها نفعاً تجره إليها ولا ضراً تدفعه عنها ممن أرادها بضر "(٤).
٢- النسفي: " ((ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً)) ولا يستطيعون لأنفسهم دفع ضرر عنها ولا جلب نفع إليها "(٥).
٣- الزمخشري: " ((ولا يملكون)) أي لا يستطيعون لأنفسهم دفع ضرر عنها أو جلب نفع إليها "(٦).
٤- ابن الجوزي: " ((ولا يملكون لأنفسهم ضراً)) أي: دفع ضر، ولا جر نفع؛ لأنها جماد لا قدرة لها "(٧).

(١) التحرير والتنوير لابن عاشور (١٩/٣٢٠) وجوّز هذا المعنى.
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٣/٣).
(٣) أضواء البيان للشنقيطي (٦/٢٧١-٢٧٢).
(٤) جامع البيان للطبري (١٨/١٣٦).
(٥) مدارك التنزيل للنسفي (٣/١٢١).
(٦) الكشاف للزمخشري (٣/٢٥٦).
(٧) زاد المسير لابن الجوزي (٦/٤).

١٣- القاسمي(١)....... ١٤- السعدي(٢)....... ١٥- سيد قطب(٣).
... ولم أذكر كلام البقية اختصاراً ولأنه يشبه كلام من ذكرت.
ب- وهم الذين ذكروا القولين الأول والثاني من مجمل الأقوال عند بيانهم لمعنى ((سخرياً))، وذلك لأن القول الثاني راجع إلى القول الأول ويدخل تحته دخولاً كاملاً فإن من أنواع تسخير الناس بعضهم بعضاً أن يشتري الأغنياء بأموالهم عبيداً يخدمونهم. ومن فئة الذين ذكروا القولين:
١- الماوردي(٤).......... ٢- البغوي(٥).
٣- ابن الجوزي: " ((سخريا)).. فيه قولان: أحدهما: يستخدم الأغنياء الفقراء بأموالهم، فيلتئم قوام العالم. الثاني: ليملك بعضهم بعضاً بالأموال فيخذوهم عبيداً "(٦).
٤- الخازن(٧).
٥- ابن كثير: " وقوله جلت عظمته ((ليتخذ بعضهم بعضاً سخريًا)) قيل: معناه ليسخر بعضهم بعضاً في الأعمال لاحتياج هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، قاله السدي وغيره. وقال قتادة والضحاك: ليملك بعضهم بعضاً. وهو راجع إلى الأول "(٨). ذكرت عبارات ابن الجوزي وابن كثير لوضوح كلامهما، وكلام البقية يشبهه.
... أما القول الثالث في مجمل الأقوال وهو أن يكون من السخرية والاستهزاء لم يرجحه أحد من المفسرين معنى للآية، وعليه فلا يوجد مخالف في هذا الموضع.
تعقيب الباحث:
(١) محاسن التأويل للقاسمي (١٤/٥٢٦٩).
(٢) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٦٥).
(٣) في ظلال القرآن لسيد قطب (٥/٣١٨٧).
(٤) النكت والعيوب للماوردي (٥/٢٢٤).
(٥) مختصر البغوي (٢/٨٤٥).
(٦) زاد المسير لابن الجوزي (٧/٩٦).
(٧) لباب التأويل للخازن (٦/١١٢).
(٨) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/١٢٧).

زوجتها من بنات الأوس مجزئة... للعوسج اللدن في أبياتها زجل... ٦٤٢
يأخذن زينتهن أحسن ما ترى... وإذا عطلن فهن خير عواطل... ١٨٧
حييت من طلل تقادم عهده... أقوى وأقفر بعد أم الهيثم... ٩١٤
موت الإمام الحبر من جاكاني... رزء ألمّ بأمّة العدناني... ٧٨
يا للمصيبة للبرية إنها... فقدت عظيم مناهل العرفان
شيخا أضاء من العقيدة نيّراً... أرساه فوق دعائم البرهان
أعشى سناه كل جهم ملحد... نبذ الكتاب لمنطق اليونان
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله... حاوٍ لكل تراجم الفرقان
أو ما حضرت هُنيَّةً لدروسه... وسمعت هذا العالم الرَّبَّاني
إلى أن قال:
يا رب برّد قبره متفضلاَ... وامنن عليه بنعمة الرضوان
إن أجزأت حرة يوماً فلا عجب... قد تجزئ الحرة المذكار أحيانا... ٦٤٢
أتاني من الأنباء ما سَدَّ مسمعي... فكادت لها روحي يجن جنونها... ٧٩
وما كنت أدري ليتني عن حفرة... عشية سوّاها حصاها وطينها
فأجعل مثوى اللحد أشرف ربوة... لئلا تهيل الذارياتُ غصونها
من الشيخ إن فاضت على الخد دمعتي... أكفكفها صبراً ويأبي هَتُونها
ومن ذا الذي يسطيع إخفاء حزنه... وقد أغرقت سفح الخدود عيونها
يعزونني إذ حلَّ في الأرض ثاوياً... بأن الرسول البرَّ فعلا دفينها
مصاب جليل والقلوب رقيقة... على إخوة في الله ما عيبُ لينها
إلى أن قال
ترقبته من حجِّ مكة سالماً... فشحَّت به معلاتها وحجونها
فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم... وكافوا به فالكفر بور لصانعه... ٣٠٩
سميته بخالص الجمان... في ذكر أنساب بني عدنان... ٤٥
الحمد لله الذي قد ندبا... لأن نميز البيع عن لبس الربا... ٤٥
ومن بالمؤلفين كتبا... تطرد أطواد الجهالة هبا
تكشف عن عين الفؤاد الحجبا... إذا حجاب دون علم ضربا
وضد فقر كإلى وكسحاب... النفع والمطرب أيضاً ككتاب... ٢٧
وكفتى إقامة وكهنا... جمع لغنيه لما به الغنى
تركة الميت بعد الخامس... من خمسة محصورة عن سادس... ٤٦
وحصرها في الخمسة استقراء... وانبذ لحصر العقل بالعراء
أولها الحقوق بالأعيان... تعلّقت كالرهن أو كالجاني
وكزكاة التمر و الحبوب... إن مات بعد زمن الوجوب


الصفحة التالية
Icon