١- لدلالة آيات أخرى من كتاب الله - عز وجل - على هذا المعنى، وهذا من تفسير القرآن بالقرآن الذي يعد أعلى درجات التفسير(١). وقد استعرض الشيخ الشنقيطي عدداً من الآيات المؤيدة لمعنى الآية على هذا الوجه؛ قال: " وكونهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، فقد جاء مبيناً في مواضع من كتاب الله، كقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ﴾ [سورة الرعد: ١٦]، وكقوله تعالى: ﴿ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (١٩١) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٢) ﴾ [سورة الأعراف: ١٩١-١٩٢]، و من لا ينصر نفسه فهو لا يملك لها ضراً ولا نفعاً، وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧) ﴾ [سورة الأعراف: ١٩٧]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (١٩٣) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٩٤) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ [سورة الأعراف: ١٩٣-١٩٥] وفيها الدلالة الواضحة على أنهم لا يملكون لأنفسهم شيئاً، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا çnن‹ة)ZtFَ،o" مِنْهُ ﴾ [سورة الحج: ٧٣] إلى غير ذلك من الآيات" (٢).

(١) شرح مقدمة التفسير لابن عثيمين ص(١٢٧)، قواعد التفسير الخالد السبت (١/١٠٩)، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (١/٣١٢).
(٢) أضواء البيان للشنقيطي (٦/٢٧٠).

وصاحب العمل مسخر للمهندس وللعامل على السواء.. وكلهم مسخرون للخلافة في الأرض بهذا التفاوت في المواهب والاستعدادات، والتفاوت في الأعمال والأرزاق.. "(١). والله أعلم بالصواب.
- - -
مرجع الضمير المنفصل ﴿ uqèd؟ ﴾
٦٨- قوله تعالى: ﴿ ؟*؟$£Js٩ur؟z>خژàر؟كûَّ$#؟zOtƒِچtB؟¸xsWtB؟#sŒخ)؟y٧مBِqs%؟çm÷ZدB؟ڑcr'‰إءtƒ؟اخذب؟(#ûqن٩$s%ur؟$uZçFygد٩¨r&uن؟يژِچyz؟ôQr&؟uqèd؟ ؟$tB؟çnqç/uژںر؟y٧s٩؟wخ)؟Kwy‰y`؟ ؟ِ@t/؟َOèd؟îPِqs%؟tbqكJإءyz؟اخرب؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ٥٧-٥٨].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- أن المراد بـ (هو): محمد - ﷺ - وعليه يكون المعنى -على حد زعم المشركين- أي آلهتنا خير أم محمد - ﷺ - فنعبده وندع آلهتنا(٢).
؟؟؟أن المراد بـ(هو): عيسى - عليه السلام - ؟؟؟وعليه فالمعنى -على حد زعم المشركين- يحتمل وجهين:
أ - أي آلهتنا الملائكة خير أم عيسى - عليه السلام -، فإذا جاز أن يُعبد ويكون ابن الله - عز وجل - ؛ كانت آلهتنا أولى بذلك(٣).
ب- أو آلهتنا -الأصنام- خير أم عيسى - عليه السلام -، ويحتمل معنيين:
الأول: إن يكن عيسى - عليه السلام - في النار؛ فنحن نرضى أن تكون آلهتنا معه(٤).
الثاني: أو إن ما تذكره -يا محمد - ﷺ - من أن كل ما عُبد من دون الله - عز وجل - في النار ومن ضمنهم عيسى - عليه السلام - مع اعترافك بخلاف ذلك، يدل على أن ما تقوله من أنه نحن وآلهتنا في النار؛ ليس بحق أيضاً(٥).
ترجيح الشنقيطي:
(١) في ظلال القرآن لسيد قطب (٥/٣١٨٧).
(٢) النكت والعيون للماوردي (٥/٢٣٤).
(٣) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٢٠٢).
(٤) مختصر البغوي (٢/٨٤٨).
(٥) أضواء البيان للشنقيطي (٧/٢٦١).

مرثد بن أبي مرثد الغنوي... ١٥١
مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية... ٦٩٧
مسطح بن أثاثة بن عباد... ١٦٠
مقاتل بن سليمان بن كثير الخراساني... ٤٥٧
أبوموسى، قالوان، عيسى بن مينا... ٢٥
النابغة الذبياني، زياد بن معاوية بن ذبيان... ٩١٤
الناجي، محمد الخضر... ٦٦
نافع المدني، أبوعبدالرحمن... ٢٤
أبونشيط، محمد بن هارون المروزي... ٢٥
نظام الدين النيسابوري الحسن بن محمد بن الحسين... ٥٤٣
النيسابوري، محمد بن أبي الحسن... ١٦١
الواحدي، أبوالحسن، علي بن أحمد بن محمد... ٢٠٥
ورش، أبوسعيد، عثمان بن سعيد... ٢٤
فهرس المصادر والمراجع
إتحاف النبلاء بسير العلماء، إعداد: راشد بن عثمان بن أحمد الزهراني، الطبعة الأولى ١٤١٦هـ-١٩٩٦م، دار الصميعي للنشر والتوزيع - الرياض.
إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر، أحمد بن محمد الدمياطي الشافعي الشهير بالبنّاء، رواه وصححه وعلق عليه: علي محمد الضباع، مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني - القاهرة.
الإتقان في علوم القرآن، الإمام جلال الدين السيوطي، علق عليه: محمد شريف سكر، الطبعة الأولى ١٤٠٧هـ-١٩٨٧م، دار إحياء العلوم - بيروت، مكتبة المعارف - الرياض.
أحكام الأطعمة في الشريعة الإسلامية، دراسة مقارنة، د. عبدالله بن محمد بن أحمد الطريقي، الطبعة الأولى، ١٤٠٤هـ-١٩٨٤م، طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، برقم ١٣٢٣/٥ وتاريخ ٢٧/١٠/١٤٠٢هـ.
أحكام القرآن، أبوبكر أحمد بن علي الرازي الجصّاص، ضبط نصه وخرّج آياته عبدالسلام محمد علي شاهين، الطبعة الأولى، ١٤١٥هـ-١٩٩٤م، دار الكتب العلمية - بيروت.
أحكام القرآن، أبوبكر محمد بن عبدالله المعروف بابن العربي، تحقيق: علي محمد البجاوي، الناشر: دار المعرفة - بيروت.
آداب البحث والمناظرة، الشيخ العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي، دار ابن تيمية للطباعة والنشر.


الصفحة التالية
Icon