١- ((انظر كيف ضربوا لك الأمثال)) أي جاءوا بما يقذفوا به النبي - ﷺ - ويكذبوا به عليه من قولهم ساحر مسحور مجنون كذاب شاعر كاهن(١) وغيرها.
٢- ((ضربوا لك الأمثال)) أي قالوا تلك الأقوال واخترعوا تلك الصفات والأحوال النادرة من نبوة مشتركة بين إنسان وملك، وإلقاء كنز عليه من السماء وحاجته إلى الغذاء(٢)، ونحو ذلك.
ترجيح الشنقيطي
... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: " ذكر -جل وعلا- في هذه الآية الكريمة: أن الظالمين وهم الكفار قالوا للذين اتبعوا النبي - ﷺ - ﴿ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴾ [سورة الفرقان: ٨] يعنون: أنه أثر فيه السحر فاختلط عقله فالتبس عليه أمره، وقال مجاهد ((مسحوراً)) أي مخدوعاً؛ كقوله: ﴿ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [سورة المؤمنون: ٨٩] أي من أين تخدعون. وقال بعضهم: ((مسحوراً)) أي له سحر أي رئة وقهر لا يستغني عن الطعام والشراب، فهو بشر مثلكم وليس بملك، ولما ذكر الله هذا الذي قاله الكفار في نبيه - ﷺ - من الإفك والبهتان خاطب نبيه - ﷺ - بقوله: ((انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا)).
قال الزمخشري: " ضربوا لك الأمثال: قالوا فيك تلك الأقوال واقترحوا لك تلك الصفات والأحوال النادرة من نبوة مشتركة بين إنسان وملك وإلقاء كنز عليك من السماء وغير ذلك "(٣).

(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٣١٠)، أضواء البيان للشنقيطي (٦/٢٨٤).
(٢) الكشاف للزمخشري (٣/٢٥٩)، نظم الدرر للبقاعي (١٣/٣٤٦).
(٣) الكشاف للزمخشري (٣/٢٥٩).

١٠- البقاعي(١)....... ١١- القاسمي(٢)....... ١٢- السعدي(٣).
١٣- سيد قطب(٤).
... ولم يجزم أحد بترجيح رجوع الضمير إلى غير عيسى - عليه السلام -، وعليه لا يوجد مخالف في هذا الموضع.
تعقيب الباحث:
... الذي يظهر -والله أعلم- أن الراجح رجوع الضمير (هو) إلى عيسى - عليه السلام -، وهو ما ذهب إليه الجمهور من المفسرين، يدل لذلك:
١- أنه هو المذكور في الآيات، واستناداً إلى قاعدة: إعادة الضمير إلى المحدث عنه أولى من إعادته إلى غيره؛ لأنه هو المقصود بالكلام(٥). يترجح رجوع الضمير إلى عيسى - عليه السلام -.
٢- أن رجوع الضمير (هو) إلى عيسى - عليه السلام -، اختيار الجمهور؛ كما صرح بذلك ابن جزي(٦).
٣- صرح عدد من المفسرين بأن هذا القول هو " المترجح "(٧)، وهو " الأظهر "(٨)، وهو " الراجح "(٩).
٤- لم يخالف أحد فيرجح رجوع الضمير إلى غير عيسى - عليه السلام -. والله أعلم بالصواب.
- - -
المراد بالأزواج في قوله تعالى ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ ﴾
٦٩- قوله تعالى: ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) ﴾ [سورة الزخرف: ٧٠].
مجمل الأقوال الواردة في الآية:
١- أن الأزواج هن نساؤهم المؤمنات في الدنيا، يكنّ معهم في الجنة.
٢- أن الأزواج يراد بهم زوجاتهم من الحور العين.
(١) نظم الدرر للبقاعي (١٧/٤٥٦).
(٢) محاسن التأويل للقاسمي (١٤/٥٢٧٩).
(٣) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٦٨).
(٤) في ظلال القرآن لسيد قطب (٥/٣١٩٦).
(٥) قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (٢/٦٠٣).
(٦) التسهيل لابن جزي (٤/٥٦).
(٧) المحرر الوجيز لابن عطية (١٣/٢٤٢).
(٨) التسهيل لابن جزي (٤/٥٦).
(٩) جواهر الحسان للثعالبي (٤/١٣٠).

أعلام من أرض النبوة، أنس يعقوب كتبى، الطبعة الأولى ١٤١٤هـ-١٩٩٣م.
الإقليد للأسماء والصفات والاجتهاد والتقليد، العلامة الشيخ: محمد الأمين الشنقيطي، تحقيق: شريف بن محمد فؤاد بن هزاع، الناشر: مكتبة ابن تيمية - القاهرة.
إملاء ما منَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن، أبوالبقاء عبدالله بن الحسين بن عبدالله العكبري، تصحيح وتحقيق: إبراهيم عطوة عوض، الطبعة الثانية، ١٣٨٩هـ-١٩٦٩م، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر.
أنوار التنزيل وأسرار التأويل، القاضي ناصر الدين أبوسعيد عبدالله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، الطبعة الثانية، ١٣٧٥هـ - ١٩٥٥م، وشركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر.
إيجاز البيان عن معاني القرآن، محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري، دراسة وتحقيق: د. علي بن سليمان العبيد، الطبعة الأولى ١٤١٨هـ-١٩٩٧م، مكتبة التوبة - الرياض.
البحر المحيط في أصول الفقه، الإمام بدر الدين محمد بن بهادر بن عبدالله الشافعي الزركشي، قام بتحريره: الشيخ عبدالقادر عبدالله العاني، وراجعه: د. عمر سليمان الأشقر، الطبعة الثانية، ١٤١٣هـ-١٩٩٢م، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت.
البحر المحيط في التفسير، الإمام محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي الغرناطي، اعتنى به: الشيخ عرفات العشا حسونة، مراجعة: صدقي محمد جميل، المكتبة التجارية - مصطفى أحمد الباز - مكة المكرمة.
بحوث في أصول التفسير ومناهجه، د. فهد بن عبدالرحمن الرومي، الطبعة الثالثة ١٤١٦هـ، مكتبة التوبة - الرياض.
بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قيم الجوزية، جمعه ووثق نصوصه وخرّج أحاديثه: يسيري السيد محمد، الطبعة الأولى، ربيع الثاني ١٤١٤هـ-١٩٩٣م، دار ابن الجوزي - الدمام.


الصفحة التالية
Icon