٣- أبوحيان -بعد أن ذكر الآية- قال: " أي قالوا فيك تلك الأقوال واخترعوا لك تلك الصفات والأحوال النادرة من نبوة مشتركة بين إنسان وملك وإلقاء كنز عليك، وغير ذلك "(١).
٤- ابن كثير، قال: -بعد أن ذكر الآية-: " أي جاءوا بما يقذفونك به ويكذبون به عليك من قولهم: ساحر، مسحور، مجنون، كذاب، شاعر، وكلها أقوال باطلة. كل أحد ممن له أدنى فهم وعقل يعرف كذبهم وافتراءهم على ذلك "(٢).
٥- البيضاوي، قال: " ((انظر كيف ضربوا لك الأمثال)) أي قالوا فيك الأقوال الشاذة، واخترعوا لك الأحوال النادرة "(٣).
٦- البقاعي، قال: " ((لك الأمثال)) فجعلوك تارة مثلهم في الاحتياج إلى الغذاء، وتارة نظيرهم في التوسل إلى التوصل إلى الأرباح والفوائد بلطيف الحيلة وغزير العقل، وتارة مغلوب العقل مختلط المزاج تأتي بما لا يرضى به عاقل، وتارة ساحراً تأتي بما يعجز عنه قواحم، وتحير منه أفكارهم "(٤).
٧- الشوكاني، قال: " ((انظر كيف ضربوا لك الأمثال)) ليتوصلوا بها إلى تكذيبك، والأمثال هي: الأقوال النادرة والاقتراحات الغريبة، وهي ما ذكروه هاهنا "(٥).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/٣١٠).
(٣) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٦٩).
(٤) نظم الدرر للبقاعي (١٣/٣٤٦).
(٥) فتح القدير للشوكاني (٤/٦٣).
إذاً الشيخ الشنقيطي يرجح أن المراد بالأزواج هنا في قوله تعالى: ((ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون)) هن الزوجات، شاملاً نساءهم المؤمنات في الدنيا يكنّ معهم في الجنة، وكذلك نساءهم من الحور العين. يعني جمع الشيخ الشنقيطي في بيان المراد بالأزواج بين القولين الأول والثاني من مجمل الأقوال، يتضح ذلك من الآيات التي استشهد بها تأييداً لترجيحه.
الموافقون:
هم كل من ذكر أن المراد بالأزواج النساء المؤمنات زوجات المؤمنين في الجنة:
١- الإمام الطبري: " وقوله: ((ادخلوا الجنة أنتم وأزواجهم تحبرون)) يقول جل ثناؤه ادخلوا الجنة أنتم أيها المؤمنون وأزواجكم مغبوطين بكرامة الله - عز وجل - مسرورين بما أعطاكم اليوم ربكم "(١).
٢- البقاعي: "... ((ادخلوا الجنة)) ولما كانت الدار لا تكمل إلا بالرفيق السار، قال تعالى ((أنتم وأزواجكم)) أي نساؤكم اللاتي كن مشاكلات لكم في الصفات. وأما قرناؤهم من الرجال فدخلوا في قوله ﴿ ؟(#qçR%ں٢ur؟tûüدJد=َ، مB؟ ﴾ ؟[سورة الزخرف: ٦٩]،. (تحبرون) أي تكرمون وتزينون فتسرون سروراً يظهر أثره عليكم مستمراً يتجدد أبداً "(٢).
٣- ابن عاشور: "... وعطف أزواجهم عليهم في الإذن بدخول الجنة من تمام نعمة التمتع بالخلة التي كانت بينهم وبين أزواجهم في الدنيا "(٣).
وبنحو كلام من ذكرتُ جاءت عبارات كل من الإمام النسفي(٤)، وابن عطية(٥)، والبيضاوي(٦)، والمحلي(٧).
المخالفون:
لقد اختار الإمام ابن كثير فقط القول الآخر في بيان المراد بالأزواج، فقال: " ((وأزواجكم)) نظراؤكم "(٨).
تعقيب الباحث:
(٢) نظم الدرر للبقاعي (١٧/٤٧٨).
(٣) التحرير والتنوير لابن عاشور (٢٥/٢٥٤).
(٤) مدارك التنزيل للنسفي (٤/٩٤).
(٥) المحرر الوجيز لابن عطية (١٣/٢٤٩).
(٦) أنوار التنزيل للبيضاوي (٢/٢٠٣).
(٧) تفسير الجلالين ص(٤١٥).
(٨) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/١٣٤).
تفسير القرآن، الإمام أبوالمظفر السمعاني منصور بن محمد بن عبدالجبار التميمي المروزي الشافعي السلفي، تحقيق: أبوتميم ياسر بن إبراهيم؛ أبوبلال غنيم بن عباس بن غنيم، الطبعة الأولى، ١٤١٨هـ-١٩٩٧م، دار الوطن - الرياض.
تفسير القرآن، سلطان العلماء عزالدين عبدالعزيز بن عبدالسلام السلمي الدمشقي الشافعي، قدم له وحققه وعلق عليه: الدكتور عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله الوهيبي، الطبعة الأولى، ١٤١٦هـ-١٩٩٦م، الناشر هو المحقق نفسه، الأحساء.
التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي، طبعة جديدة مصححة وملونة، إعداد: مكتب تحقيق دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، ١٤١٧هـ-١٩٩٧م، دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان.
تفسير المراغي، فضيلة الأستاذ: أحمد مصطفى المراغي، أستاذ الشريعة الإسلامية واللغة العربية بكلية دار العلوم سابقاً، الطبعة الرابعة، ١٣٩٢هـ-١٩٧٢م، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر.
تقريب التهذيب، الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، حققه وعلق عليه: أبوالأشبال صغير أحمد شاغف الباكستاني، النشرة الأولى ١٤١٦هـ، دار العاصمة، الرياض.
التمهيد في تخريج الفروع على الأصول، الإمام: جمال الدين أبي محمد عبدالرحيم بن الحسن الاسنوي، تحقيق: الدكتور: محمد حسن هيتو، الطبعة الثالثة، ١٤٠٤هـ-١٩٨٤م، مؤسسة الرسالة - بيروت.
تهذيب التهذيب، الحافظ أبوالفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، مكتبة آل ياسر - الجيزة.