٤- البقاعي: " ((سمعوا لها)) أي: خاصة ((تغيظاً)) أي صوتاً في غليانها وفورانها كصوت المتغيظ في تحرقه ونكارته إذا غلا صدره من الغضب "(١).
٥- الشوكاني: " ومعنى التغيظ: أن لها صوتاً يدل على التغيظ على الكفار أو لغليانها صوتاً يشبه صوت المغتاظ. والزفير: هو الصوت الذي يسمع من الجوف. قال الزجاج(٢): المراد سماع ما يدل على الغيظ وهو الصوت، أي سمعوا لها صوتاً يشبه صوت المتغيظ "(٣).
٦- طنطاوي جوهري: " ((سمعوا لها تغيظاً وزفيرا)) أي سمعوا صوت غليانها كأنه صوت المتغيظ والزافر "(٤).
٧- سيد قطب: " ونحن هنا أمام مشهد السعير المتسعرة، وقد دبّت فيها الحياة! فإذا هي تنظر فترى أولئك المكذبين بالساعة. تراهم من بعيد، فإذا هي تتغيظ وتزفر فيسمعون زفيرها وتغيظها؛ وهي تتحرق عليهم وتصعد الزفرات غيظاً منهم؛ وهي تتميز من النقمة، وهم إليها في الطريق!.. مشهد رعيب يزلزل الأقدام والقلوب "(٥).
٨- ابن عاشور: " والتغيظ: شدة الغيظ. والغيظ: الغضب الشديد. فصيغة التفعل هنا الموضوعة في الأصل لتكلف الفعل مستعملة مجازاً في قوّته؛ لأن المتكلف لفعل يأتي به كأشد ما يكون. والمراد به هنا صوت المتغيظ، بقرينة تعلقه بفعل ((سمعوا)) فهو تشبيه بليغ.
... والزفير: امتداد النفس من شدة الغيظ وضيق الصدر، أي صوتاً كالزفير فهو تشبيه بليغ أيضاً.
(٢) معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٤/٥٩).
(٣) فتح القدير للشوكاني (٤/٦٤).
(٤) تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري (١٢/١٣١).
(٥) في ظلال القرآن لسيد قطب (٥/٢٥٥٥).
الرابع: أن هذا كان في الهجرة إذ كان رسول الله - ﷺ - قد رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض بها نخل، فقلق المسلمون لتأخير ذلك فنزلت هذه الآية "(١).
... القولان الثالث والرابع من كلام ابن جزي داخلان تحت القول الثاني مما ذكره.
٤- ابن كثير -بعد أن ذكر أن المراد بالآية هو ما يكون في الدنيا- قال: "... ولا شك أن هذا هو اللائق به - ﷺ -، فإنه بالنسبة إلى الآخرة جازم أنه يصير إلى الجنة هو ومن اتبعه، وأما في الدنيا فلم يدر ما كان يؤول إليه أمره وأمر مشركي قريش إلى ماذا؟ أيؤمنون أم يكفرون فيعذبون فيستأصلون بكفرهم... "(٢).
٥- المحلي: " ((وما أدري ما يفعل بي ولا بكم)) في الدنيا أأخرج من بلدي أم أقتل كما فعل بالأنبياء قبلي، أو ترموني بالحجارة أم يخسف بكم كالمكذبين قبلكم "(٣).
٦- الشوكاني: " ((وما أدري ما يفعل بي ولا بكم)) أي ما يفعل بي فيما يستقبل من الزمان، هل أبقى في مكة أو أخرج منها؟ وهل أموت أو أقتل؟ وهل تعجل لكم العقوبة أم تمهلون؟ وهذا إنما هو في الدنيا. وأما في الآخرة فقد علم أنه وأمته في الجنة، وأن الكافرين في النار. وقيل: إن المعنى ما أدري ما يفعل بي ولا بكم يوم القيامة، وأنها لما نزلت فرح المشركون وقالوا: كيف نتبع نبيًّا لا يدري ما يفعل به ولا بنا، وإنه لا فضل له علينا؟ فنزل قوله تعالى: ﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [سورة الفتح: ٢]. والأول أولى "(٤).
٧- السعدي: " ((وما أدري ما يفعل بي ولا بكم)) أي لستُ إلا بشراً، ليس بيدي من الأمر شيء، والله تعالى هو المتصرف بي وبكم، الحاكم عليّ وعليكم، ولست الآتي بالشيء من عندي "(٥).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/١٥٥).
(٣) تفسير الجلالين ص(٣٢٤).
(٤) فتح القدير للشوكاني (٥/١٦).
(٥) تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص(٧٨٠).
لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم، لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت: ٢٢٤)، شرح وتعليق وتحقيق الدكتور: عبدالحميد السيد طلب، ١٤٠٤هـ-١٩٨٤م، مطبوعات جامعة الكويت.
المُثُل العليا في الإسلام، فضيلة العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، من مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، وابنه: محمد، طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، عام ١٤١٦هـ-١٩٩٥م.
محاسن الإسلام والرد على أباطيل خصومه، العلامة الشيخ: محمد الأمين الشنقيطي، تحقيق وتعليق: ساعد عمر غازي، المكتبة القيمة - مصر والسودان.
محاسن التأويل، علامة الشام محمد جمال الدين القاسمي، وقف على طبعه وتصحيحه، ورقّمه وخرّج آياته وأحاديثه وعلق عليه: محمد فؤاد عبدالباقي، بدون تاريخ ورقم الطبعة، الناشر: عيسى البابي الحلبي وشركاه.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، أبومحمد عبدالحق بن عطية الأندلسي، تحقيق: عبدالله بن إبراهيم الأنصاري؛ السيد عبدالعال السيد إبراهيم، طبع على نفقة صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، الطبعة الأولى، ربيع ثاني ١٤٠٦هـ - ديسمبر ١٩٨٥م، الدوحة.
المحصول في علم أصول الفقه، فخر الدين محمد بن عمر الحسين الرازي، دراسة وتحقيق: الدكتور طه جابر فياض العلواني، الطبعة الأولى، ١٣٩٩هـ-١٩٧٩م، لجنة البحوث والتأليف والترجمة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي، الطبعة الأولى، ١٩٦٧م، دار الكتاب العربي - بيروت.