فقد بيَّن محاسن كل تفسير وما أُخِذَ عليه، ولعل جيلنا اليوم –والأمة تمر بمنعطف خطير- يحتاج إلى تلقي المعلومات عن هذا الشيخ، إضافةً إلى تعلم منهج الدقة في البحث العلمي، والبُعد عن الاستعجال، والتروي في إصدار الأحكام مع توفر جانب الإنصاف.
لذا فإن هذا البحث يهدف لعدة أشياء نذكر منها:
١- تجميع ما كتبه شيخ الإسلام في هذا المضمار.
٢- تعليم المرء المسلم كيفية إصدار الأحكام، وإن تنوع الأحكام واختلافها يمكن أن تجمع في الشخص الواحد، وإن لكل تفسير طابعًا يختص به دون غيره.
٣- أن الحق يؤخذ من الكل، وإن منهج الانتقاء والاصطفاء هو المرتكز الذي اتخذه شيخ الإسلام لنفسه، أما المبالغة في الركون لجانب مع إهمال جوانب الحق الأخرى، فهو نوع من التعسف لا تزال الصحوة المباركة ترزح تحت تأثيره.
٤- إضافة دراسة جديدة –ليست لأول مرة- تحظى بنقولات من كتب شيخ الإسلام فيها من التفصيل أكثر مما ذكره السابقون.
ولسنا –ولله الحمد- ندعي الإحاطة بما كتبه شيخ الإسلام.
ولذا اتخذنا من التفاسير المطبوعة (١) منهجًا لهذا البحث، وذلك للفائدة العملية، والبعد عن الأكاديمية.
وشيخ الإسلام لم يكتب في علوم القرآن مؤلفًا مستقلًّا إلا ما كان من الرسالة المسماة «مقدمة في أصول التفسير»، وبعض المسائل والفتاوى المنثورة في مجلد (١٣) من «مجموع الفتاوى».
أما بقية كلامه فمبثوث عبر مؤلفاته، والتي بلغت قرابة المائة مجلد.
ولقد انتهيت مع بعض الأخوة –ولله الحمد- من جمع كلام شيخ الإسلام في علوم القرآن.

(١) نستثني من ذلك تفسير الثعلبي؛ لأنه لا يزال مخطوطًا، وسبب ذلك:
أ- أن لتفسيره المخطوط علاقة وطيدة بتفسير الواحدي والبغوي.
ب- أن للثعلبي كتاب مطبوع في قصص الأنبياء يسمى «عرائس المجالس»، ولا يخلو من التفسير.


الصفحة التالية
Icon