وفي مدينة السلام بغداد اكتملت علوم الطبري، فصار أحد علمائها الأعلام، وكتب كتبه النافعة، ولا سيما التفسير والتاريخ | وقد أثنى عليه إمام الأئمة ابن خزيمة، المتوفى سنة (٣١١)، والخطيب في «تاريخ بغداد»، وابن خلكان، والذهبي، وغيرهم كثير. |
وطبع الكتاب كاملًا بالمطبعة الميمنية بمصر سنة (١٣٢١)، ثم بمطبعة بولاق سنة (١٣٢٣ – ١٣٣٠) وغيرها، وأخرج منه العلامة المحقق الأديب الكبير محمود شاكر ستة عشر مجلدًا، طبعت في دار المعارف بمصر، ثم توقف عن إتمامه، وأعيد نشره على هذه الطبعة عشرات المرات بطريقة التصوير.
كلام ابن تيمية في تفسير الطبري:
أكثر شيخ الإسلام من ذكر ابن جرير الطبري، فلا يوجد مجلد من «مجموع الفتاوى»، وكتاب «منهاج السنة النبوية»، أو«درة تعارض العقل والنقل»، أو«الصارم المسلول»، أو«اقتضاء الصراط المستقيم»، وغيرها، إلا وفيه ذكر لتفسير ابن جرير الطبري. ولقد وصف شيخ الإسلام ابن جرير بعدة أوصاف، نذكر منها أمثلة على سبيل المثال لا الحصر:
(أ) «مجموع الفتاوى» (٣/٣٨٢):
«أهل العلم والسنة مثل: محمد بن جرير الطبري».
(ب) «مجموع الفتاوى» (٨/٣٧٣)، وصف تفسيره بالمشهور فقال:
«قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره المشهور».
(ج) «منهاج السنة» (٧/٢١٢، ٢٤٩):
«أما أئمة التفسير فروى الطبري....».
(د) «منهاج السنة» (٧/١٣):
«أما أهل العلم الكبار: أهل التفسير، مثل: محمد بن جرير الطبري، وبقي ابن مخلد، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وأمثالهم، فلم يذكروا فيها مثل هذه الموضوعات....».
(هـ) «منهاج السنة» (٧/١٧٨):