تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا﴾ [الكهف: ١] (١).
لم يجعل فيه شيئا من العوج: لا في ألفاظه، ولا في معانيه، وليس فيه أي عيب أو تناقض.
حقا، إنه لوصف جليل لهذا التنزيل العظيم لكننا نصر على أن نعيبه فنكتبه بحروف ليس لها من الاستقامة في النطق، ولا الكفاءة في الأداء ما للحروف العربية من خصائص قائمة الذات، عدا جمال التعبير فيه، والجرس الحسن عند الترتيل، على أن أعظم خصائص هذا القرآن تتمثل في نزوله بلسان عربي غير ذي عوج، فإذا كتب بحروف لاتينية فقد انسلخ من خصيصته العظيمة تلك؛ على الإطلاق، ومسخ نصه المعجز الرائعِ، وشوه جماله الخلاب ليصبح بعد حين ليس قرآناَ عربيا - وهو الذي أنزله الله على النبي محمد - ﷺ - وإنما
_________
(١) سورة الكهف، آية: (١).


الصفحة التالية
Icon