أدوات الكتابة (١)
كانت أدوات الكتابة قبل ظهور المطابع ووسائل التقنية الحديثة، تتكون من:
١- المِقْلَمة: وهي المكان الذي توضع فيه الأقلام.
٢- الأقلام، أو المِزْبَر (٢) : وكانت تؤخذ من لب الجريد الأخضر، ثم أخذت من القصب الفارسي، وشاع استخدام القصب والحبر الأسود حتى سنة ١٣٣٠هـ، عندما عرف الناس استخدام الريشة المصنوعة من المعادن، فكتبوا بها بالحبر الأزرق، ثم شاع استخدام أقلام الجيب (الحبر والجاف) (٣). وتميزت أقلام القصب عن غيرها بسهولة استعمالها، وقدرتها على إظهار قواعد الخط، يقطعها الكاتب كما يشاء بحسب نوع الكتابة وحجم الخط، أما أقلام المعدن فلا تؤدي قواعد الخط كما ينبغي، وإن كانت في كتابة الحروف الإفرنجية أفضل من أقلام القصب؛ لأن أحد جانبي الحرف الإفرنجي أغلظ من الآخر، فبإمكان الكاتب أن يضغط على أقلام المعدن فينفرج سن المعدن، فيغلظ المكان الذي يريده من الحرف، وهذا لا يتأتى مع أقلام القصب إلا بصعوبة، وربما تلف القلم (٤).
٣- المُدْيَة: وهي السكين التي يُبرى بها القلم ويُقَطّ.
٤- المِقَطُّ: عود صلب، وسطح تقط رؤوس الأقلام عليه.
٥- المِحْبَرة: وهي التي يوضع فيها الحبر.
٦- المِلْوَاق: وهو عود -يفضل أن يكون من الأبنوس- يحرك به الحبر في الدواة، ويفضل أن يكون مستديرًا مخروطًا، عريض الرأس ثخينه.
٧- المَرْمَلة: اسمها القديم المِتْرَبَة، وهي علبة يوضع فيها الرمل الأصفر، أو الأحمر، أو ما هو بين الحمرة والصفرة، لرش الكتابة بعد كتابتها، فيزيدها جمالا.
٨- المِنْشأة: علبة يوضع فيها النشا بعد طبخه، حيث يكوِّن مادة لاصقة مثل الغِراء.
٩- المِنْفَذُ: وهي آلة تشبه المخرز؛ لحزم الورق.
١٠- المِلْزَم: خشبتان يشدّ وسطهما بحديدة؛ لتمنع الورق من الانزلاق حال الكتابة، وتحبسه بالمحبس وهو ما يعرف اليوم بماسك الورق.
١١- المِفْرَشة: وهي خرقة من الكتان، أو الصوف ونحوه، تفرش تحت الأقلام.
١٢- المِمْسحة: وتُسمى الدفتر، وهي خِرقة متراكبة من صوف، أو حرير، يُمسح القلم بباطنها عند الفراغ من الكتابة؛ لئلا يجف عليه الحبرُ فيفسد، وغالباً ما تكون مدورة مخرومة الوسط، أو مستطيلة.
١٣- المسقاة: وهي إناء لطيف يصب الماء، أو ماء الورد في المِحْبَرةِ، وتسمى الماوَرْديّة.
١٤- المِسْطَرة: وهي آلة من خشب مستقيمة الجنبين، يسطر عليها ما يُحتاج إلى تسطيره من الكتابة ومتعلّقاتها، وهي المسطرة المعروفة حاليًا، وأكثر ما يحتاج إليها المذَهِّب.
١٥- المِصْقَلة: وهي التي يُصْقَلُ بها الذهب بعد كتابته.
١٦- المِهْرَق: وهو القرطاس الذي يكتب فيه.
١٧- المِسَنُّ: وهو آلة تتخذ لإحداد السكين.
١٨- المِداد والحبر: سمى المداد؛ لأنه يمدُّ القلم، أيْ يعينه، وسُمي الزيت مداداً؛ لأن السراج يُمدّ به، أما الحبر فأصله اللون، وأجوده ما اتّخذ من سُخَام النِّفط، ومنه ما يُناسب الكاغِد (الورق)، وهو حبر الدّخان، ومنه ما يناسب الرّق ويسمى الحبر الرأس، ولا دخان فيه (٥).
١٩- الجلد: ومنه الرَّق، وهو ما يرقق من الجلود ليُكتب فيه، وتؤخذ من صغار العجول والحِمْلان والجدَاء والغزلان (٦). يقول القلقشندي: ((وقد أجمع الصحابة -رضي الله عنهم- على كتابة القرآن في الرق؛ لطول بقائه، أو لأنه الموجود عندهم حينئذٍ (٧)) ). وقد سمي رقاً؛ لجمْعه بين الرقة والمتانة وطول البقاء (٨). وكان أهل الأندلس ممن اشتهروا بكتابة مصاحفهم في رقوق (٩).
والأديم: وهو جلد أحمر مدبوغ، عُرف في الجاهلية، وكُتب عليه الوحي في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم.
والقضيم: وهو جلد أبيض كُتب عليه الوحي في عصر الرسالة.
٢٠- كما كان من أدوات الكتابة في عصر الرسالة: الحجارة، واللخاف وهي الحجارة الرقاق البيض، والعظام (عظم الكتف، والأضلاع)، والخشب، والعسيب، وهو السعفة أو جريدة النخل إذا يبست وكشط خوصها (١٠).
(٢) جاء في صبح الأعشى، ٢/٤٤٤: من قولهم زبرت الكتاب إذا أتقنت كتابته، ومنه سميت الكتب زُبُرًا كما في قوله تعالى: (وإنه لفي زُبر الأولين) الشعراء /١٩٦، وفي حديث أبي بكر أنه دعا في مرضه بدواة ومِزْبر، أي قلم.
(٣) الكردي: مرجع سابق، ٩٨، والدالي: مرجع سابق، ١١٩، وعفيفي: مرجع سابق، ١٩٣.
(٤) الكردي: مرجع سابق، ٩٨-٩٩، وعفيفي: مرجع سابق، ١٩٣.
(٥) القلقشندي: مصدر سابق، ٢/٤٧١-٤٧٧.
(٦) المصدر نفسه، ٢/٤٨٤، والدالي: مرجع سابق، ١٠٥.
(٧) القلقشندي: مصدر سابق، ٢/٤٨٦.
(٨) الكردي: مرجع سابق، ٩٩.
(٩) الدالي: مرجع سابق، ١٠٦.
(١٠) المرجع نفسه، ١٠٥-١١١.