النوع التاسع : طلب الشيء وليس المراد حصوله بل دوامه واستمراره وذلك في قوله تعالى :﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ أي ثبتنا عليه.
النوع العاشر : التسجيع المتوازي وهو اتفاق الكلمتين الأخيرتين في الوزن والرّوي وذلك في قوله تعالى :﴿ الرحمن الرحيم... الصراط المستقيم ﴾ وقوله ﴿ نَسْتَعِينُ... وَلاَ الضآلين ﴾.
وجوه القراءات
أولاً : قرأ الجمهور ﴿ الحمد للَّهِ ﴾ بضمّ دال الحمد، وقرأ سفيانُ بن عُيَيّنة ( الحمدَ الله ) بالنصب، قال ابن الأنباري : ويجوز نصبه على المصدر بتقدير أحمد الله.
قال أبو حيان : وقراءة الرفع أمكنُ في المعنى، ولهذا أجمع عليها السبعة، لأنها تدل على ثبوت الحمد واستقراره لله تعالى، فيكون قد أخبر بأنّ الحمد مستقرّ لله تعالى أي حمدُه وحمدُ غيره.
ثانياً : قرأ الجمهور ﴿ ربّ العالمين ﴾ بكسر الباء وقرأ زيد بن عليّ ﴿ ربَّ العالمين ﴾ بالنصب على المدح أي أمدح ربّ العالمين، وهي فصيحة لولا خفض الصفات بعدها كما نبّه عليه أبو حيّان وغيره.
قال القرطبي : يجوز الرفع والنصب في ﴿ ربّ ﴾ فالنصبُ على المدح، والرفع على القطع أي هو ربّ العالمين.
ثالثاً : قرأ الجمهور ﴿ مَالِك يومِ الدّينِ ﴾ على وزن فاعل مالك وقرأ ابن كثير وابن عمر وأبو الدرداء ﴿ مَلِك ﴾ بفتح الميم مع كسر اللام.
قال ابن الجوزي : وقراءة ( مَلِك ) أظهر في المدح لأن كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكاً.
وقال ابن الأنباري : وفي مالك خمسُ قراءات وهي : مالك، ومَلِك، ومَلْك، ومليك، ومَلاَك.
رابعاً : قرأ الجمهور ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ بضم الباء، وقرأ زيد بن علي ﴿ نعبِد ﴾ بكسر النون، وقرأ الحسن وأبو المتوكل ﴿ إيّاك يُعبد ﴾ بضم الياء وفتح الباء.
خامساً : قرأ الجمهور ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ بالصّاد وهي لغة قريش، وقرأ مجاهد وابن محيصن ( السّراط ) بالسّين على الأصل.
قال الفرّاء : اللغة الجيّدة بالصاد وهي اللغة الفصحى، وعامة العرب يجعلونها سيناً، فمن قرأ بالسين فعلى أصل الكلمة، ومن قرأ بالصّاد فلأنها أخفّ على اللّسان.
وجوه الإعراب
أولاً :﴿ بِسمِ الله الرحمن الرَّحِيمِ ﴾ الجار والمجرور في ﴿ بِسمِ الله ﴾ اختلف فيه النحويون على وجهين :
أ - مذهب البصريين : أنه في موضع رفع، لأنه خبر مبتدأ محذوف، وتقديره : ابتدائي بسم الله.
ب - مذهب الكوفيين : أنه في موضع نصب بفعل مقدّر وتقديره : ابتدأتُ بسم الله.
ثانياً : قوله تعالى :﴿ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين ﴾ الحمدُ مبتدأ ولفظ الجلالة خبره تقديره : الحمد مستحق لله، و ﴿ رَبِّ العالمين ﴾ صفة، ومثله ﴿ الرحمن الرحيم ﴾ و ﴿ مالك يَوْمِ الدين ﴾ كلها صفات لاسم الجلالة.
ثالثاً : قوله تعالى :﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ اختلف المفسّرون في ﴿ إِيَّاكَ ﴾ فذهب المحققون إلى أنه ضمير منفصل منصوب بالفعل بعده وأصله ( نعبدك ) و ( نستعينك ) فلما قُدّم الضمير المتصل أصبح ضميراً منفصلاً، والكاف للخطاب ولا موضع لها من الإعراب.
وذهب آخرون إلى أنه ضمير مضاف إلى ما بعده، ولا يعلم ضمير أضيف إلى غيره.