﴿ يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً والأمر يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾ [ الانفطار : ١٩ ].
وجوه القراءات
١ - قرأ الجمهور ﴿ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرضاعة ﴾ وقرأ مجاهد ( أن تَتمّ الرضاعةُ ) بالتاء وبرفع الرضاعة، وقرأ أبو رجاء وابن أبي عبلة ( الرّضاعة ) بكسر الراء. قال الزجاج « الرّضاعة » بفتح الراء وكسرها والفتح أكثر.
٢ - قرأ الجمهور ﴿ لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ ﴾ وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ( لا تضارّ ) بالرفع على أن ( لا ) نافية.
٣ - قوله تعالى :﴿ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم ﴾ قرأ الجمهور ﴿ آتَيْتُم ﴾ بالمد، وقرأ ابن كثير ﴿ أتيتم ﴾ بالقصر.
وجوه الإعراب
أولاً - قوله تعالى :﴿ وَعلَى المولود لَهُ رِزْقُهُنَّ ﴾ الجار والمجرور خبر مقدم، و ( رزقهن ) مبتدأ مؤخر وهو مضاف أي رزق المرضعات و ( بالمعروف ) متعلق بت ( رزقهن ).
ثانياً - قوله تعالى :﴿ لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا ﴾ لا ناهية جازمة و ( تضارّ ) أصلها ( تضارر ) سكنت الراء الأخيرة للجزم والراء الأولى للإدغام فالتقى ساكنان فحرك الأخير منهما بالفتح للتخلص من التقاء الساكنين و ( والدة ) فاعل والمفعول به محذوف تقديره : لا تضارّ والدة زوجها بسبب ولدها.
ثالثاً - قوله تعالى :﴿ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تسترضعوا أَوْلاَدَكُمْ ﴾ استرضع يتعدى لمفعولين الثاني بحرف الجر والمعنى : أن تسترضعوا المراضع لأولادكم، حذف المفعول الأول لاستغناء عنه.
قال الواحدي :« أي أولادكم وحذف اللام اجتزاء بدلالة الاسترضاع لأنه لا يكون إلاّ الأولاد، ونيظره قوله تعالى :﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ ﴾ [ المطففين : ٣ ] أي كالوا لهم أو وزنوا لهم ».
وجه الارتباط في الآيات السابقة
مناسبة هذه الآية لما قبلها من الآيات، أنه تعالى لما ذكر جملة من الأحكام المتعلقة بالنكاح، والطلاق، والعدة، والرجعة، والعضل، ذكر في هذه الآية الكريمة حكم الرضاع، لأن الطلاق يحصل به الفراق، فقد يطلّق الرجل زوجته ويكون لها طفل ترضعه، وربما أضاعت الطفل أو حرمته الرضاع انتقاماً من الزوج وإيذاءً له، لذلك وردت هذه الآية لندب الوالدات المطلّقات إلى رعاية جانب الأطفال والاهتمام بشأنهم.
لطائف التفسير
اللطيفة الأولى : ورد الأمر بصيغة الخبر للمبالغة أي ليرضعن، والجملة ظاهرها الخبر وحقيقتها الأمر كقول :﴿ والمطلقات يَتَرَبَّصْنَ ﴾ [ البقرة : ٢٢٨ ] والتعبير عنهن بلفظ ( الوالدات ) دون قوله : والمطلقات أو النساء المطلقات لاستعطافهن نحو الأولاد، فحصول الطلاق لهن لا ينبغي أن يحرمن عاطفة الأمومة.


الصفحة التالية