.. }.
وجوه القراءات
١ - قرأ الجمهور ﴿ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ الله فَتَبَيَّنُواْ ﴾، وقرأ حمزة والكسائي ( فتثبتوا ) بالثاء.
٢ - قرأ الجمهور ﴿ لِمَنْ ألقى إِلَيْكُمُ السلام ﴾ بفتح السين مع الألف، وقرأ نافع وحمزة ( السّلم ) من غير ألف.
٣ - قرأ الجمهور ﴿ لَسْتَ مُؤْمِناً ﴾ بكسر الميم الثانية وقرأ عكرمة ( لست مُؤمناً ) بفتح الميم من الأمَان.
وجوه الإعراب
أولاً : قوله تعالى :﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً... ﴾ أن يقتل في محل رفع اسم كان، ولمؤمن خبره وقوله ( إلاّ خطأً ) استثناء منقطع والمعنى : لكن إن قتل خطأً فحكمه كذا، ومثّل له الطبري بقول الشاعر :
من البيضِ لم تَظْعنْ بعيداً ولم تَطَأْ | على الأرض إلاّ ريط بُرْد مُرحّل |
ثالثاً : قوله تعالى :﴿ تَوْبَةً مِّنَ الله ﴾ توبة مفعول لأجله أي شرع لكم ذلك توبة منه.
رابعاً : قوله تعالى :﴿ لَسْتَ مُؤْمِناً ﴾ مؤمناً خبر ليس والجملة مقول القول، وجملة ( تبتغون عرض الحياة ) في محل نصب على الحال من فاعل تقولوا أي لا تقولوا ذلك مبتغين عرض الحياة.
لطائف التفسير
اللطيفة الأولى : النفي في مثل هذا الموطن يسمى ( نفي الشأن ) وهو أبلغ من نفي الفعل كقوله تعالى :﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ الله ﴾ [ الأحزاب : ٥٣ ] وقوله :﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله ﴾ [ التوبة : ١٧ ] فهو استبعاد للفعل بطريق البرهان كأنه يقول : ليس من شأن المؤمن من حيث هو مؤمن أن يقتل أحداً من أهل الإيمان، إذ لا يتصور أن يصدر منه مثل هذا العفل لأن إيمانه - وهو الحاكم على تصرفه وإرادته - يمنعه من اجتراح القتل عمداً، ولكنه قد يقع منه ذلك خطأً.
اللطيفة الثانية : في قوله تعالى :﴿ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ﴾ مجاز مرسل علاقته ( الجزئية ) أطلق الرقبة وقصد به المملوك من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل كقوله تعالى :﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ﴾ [ القصص : ٨٨ ] وهو مجاز مشهور.
اللطيفة الثالثة : التعبير بهذا الأسلوب اللطيف ﴿ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ ﴾ وتسمية العفو بالصدقة، فيه حثٌ على فضيلة العفو، وتنبيه الأولياء إلى أنّ عفوهم عن القاتل، وعدم أخذ الدية هو في نفسه صدقة وهو من مكارم الأخلاق التي يرغب فيها الإسلام.
اللطيفة الرابعة : وردت عقوبة قتل المؤمن عمداً في غاية التغليظ والتشديد ﴿ فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خالدا فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ﴾ فقد حكمت الآية على القاتل بعقوبات ثلاث : ١ - الخلود في جهنم ٢ - واستحقاق الغضب واللعنة ٣ - والعذاب الشديد الذي أعده الله له في الآخرة، ولهذا جاء في الحديث الشريف :