الحكم الثاني : كيف يوزع الخمس بين الغانمين؟
ذكرت الآية الكريمة أن خمس الغنائم يوزع لمن سمّاهم الله تعالى في كتابه العزيز وهم ستة ( الله، الرسول، ذو القربى، اليتامى، المساكين، ابن السبيل ) وسكتت عن الباقي فدل ذلك على أنه يوزع على الغانمين.
سهم الله : أما سهم « الله » تعالى فقد اختلف المفسرون فيه على قولين :
أ - إنه يصرف على الكعبة لأن قوله ( لله ) أي لبيت الله فهو على ( حذف مضاف ).
ب - وقال الجمهور إن قوله ( لله ) استفتاح كلام يقصد به التبرك فللَّه الدنيا والآخرة وهو المالك لكل ما في السماوات والأرض فليس سبحانه بحاجة إلى سهم من هذه السهام لأنه هو الغني وإنما ذكر تبارك وتعالى اسمه ليعلمنا التبرك بذكره وافتتاح الأمور باسمه وعلى هذا الرأي يكون الخمس بين خمسة ( الرسول، ذي القربى، اليتامى، المساكين، ابن السبيل ).
سهم الرسول : أما سهم الرسول ﷺ فإنه حق له ﷺ يأخذه من الغنيمة ويضعه حيث شاء لأهل بيته أو في مصالح المسلمين، يدل على ذلك قوله ﷺ « ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم ».
وقال آخرون إن لفظ ( الرسول ) في الآية استفتاح كلام كما قالوا في قوله ( لله ) وأن الخمس يقسم على أربعة أسهم ( ذي القربى، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل ).
سهم ذي القربى : والمراد قرابة الرسول ﷺ وقد اختلف في ( ذي القربى ) على ثلاثة أقوال :
أ - قيل إنهم قريش جميعاً.
ب - وقيل إنهم بنو هاشم فقط.
ج - وقيل إنهم ( بنو هاشم وبنو المطلب ) وهذا هو الرأي الصحيح والراجح.
ومما يدل عليه ما رواه البخاري عن ( مطعم بن جبير ) من بني نوفل قال : مشيتُ أنا وعثمان بن عفان - من بني عبد شمس - إلى رسول الله ﷺ :« إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد، إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام » فدلّ الحديث على أن المراد بذي القربى ( بنو المطلب وبنو هاشم ) ويرى بعضهم أن القرابة لا يعطون إلا أن يكونوا فقراء وهذا الحكم ثابت للرسول ﷺ ولذي قرباه في حياته وأما بعد وفاته يرجع إلى بيت مال المسلمين.
قال أبو حنيفة : يقسم الخمس على ثلاثة ( اليتامى، والمساكين، وابن السبيل ) لأنه قد ارتفع سهم الرسول ﷺ بموته كما ارتفع سهم أقربائه بموته وهذا منقول عن الشافعي أيضاً. قالوا : ويبدأ من الخمس بإصلاح القناطر، وبناء المساجد، وأرزاق القضاة والجند.
ويصرف في مصالح المسلمين.
سهم اليتامى : وهذا السهم يصرف على أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم في سن الصغر وأما بعد البلوغ فيزول عنهم وصف اليتم.


الصفحة التالية
Icon