[ ٧ ] الترغيب في الزواج والتحذير من البغاء
التحليل اللفظي
﴿ الأيامى ﴾ : جمع أيّم وهو من لا زوج له رجلاً كان أو امرأة، ذكراً أو أنثى قال في « لسان العرب » : الأيامى : الذين لا أزواج لهم من الرجال أو النساء، وقولُ النبي ﷺ :« الأيمّ أحقّ بنفسها » فهذه الثيب لا غير، وكذا قول الشاعر :
لا تنكحنَّ الدهر ما عشتَ أيما | مجرّبة قد مُلّ منها وملّت |
لقد إمت حتى لامني كل صاحب | رجاء بسلمى أن تئيم كما إمت |
﴿ عِبَادِكُمْ ﴾ : بمعنى العبيد وقرأ مجاهد ( من عبيدكم ) وأكثر استعماله في الأرقاء والمماليك وإذا أضيف إلى الله فيراد منه الخلائق قال تعالى :﴿ قُلْ ياعبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ ﴾ [ الزمر : ٥٣ ] الآية..
﴿ واسع ﴾ : ذو غنى وسعة يبسط الرزق لمن يشاء من عباده وهوالغني الحميد.
﴿ عَلِيمٌ ﴾ : عالم بحاجات الناس ومصالحهم فيجري عليهم من الرزق ما قسم لهم.
﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ ﴾ : أمر من العفة واستعفف وزنه : استفعل ومعناه : طلب أن يكون عفيفاً، قال في « لسان العرب » العفة : الكف عما لا يحل ويجمل، يقال عفّ عن المحارم يعِفُّ عفة وعفافاً وامرأة عفيفة أي عفيفة الفرج، وفي الحديث « من يستعفف يعفه الله » وقيل الاستعفاف الصبر والنزاهة عن الشيء.
ومن دعاء الرسول ﷺ « اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى ».
﴿ الكتاب ﴾ : قال الزمخشري : الكتاب والمكاتبة كالعتاب والمعاتبة، وهي أن يقول الرجل لمملوكه :( كاتبتك على ألف درهم فإن أداها عتق )، والمكاتبة ( مفاعلة ) لا تكون إلا بين اثنين لأنها معاقدة بين ( السيد وعبده ) فالكتاب في الآية مصدر كالقتال والجلاد والدفاع، والمكاتبة هيَ : العقد الذي يجري بين ( السيد وعبده ) على أن يدفع له شيئاً من المال مقابل عتقه وسمي مكاتبة لأن العادة جارية بكتابته لأن المال فيه مؤجل، وهي لفظة إسلامية لا تعرفها الجاهلية نبه عليه العلاّمة ابن حجر.
﴿ خَيْراً ﴾ : لفظ الخير يطلق على المال ﴿ إِن تَرَكَ خَيْراً الوصية لِلْوَالِدَيْنِ ﴾ [ البقرة : ١٨٠ ] وقوله :﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخير لَشَدِيدٌ ﴾ [ العاديات : ٨ ] أي لحب المال، ويطلق على فعل الصالحات وقد فسره بعضهم بالمال وهو ضعيف، والصحيحُ أن المراد به : الصلاح والأمانة والوفاء، والمعنى : إن علمتم فيهم القدرة على الكسب والوفاء والأمانة فكاتبوهم على تحرير أنفسهم.
قال الطحاوي : وقول من قال إن المراد به ( المال ) لا يصح، لأن العبد مال لمولاه فكيف يكون له مال؟ وانكر بعضهم ذلك من حيث اللغة فقال : لا يقال علمت فيه المال، وإنما يقال علمت عنده المال.