وجوه القراءات
أولاً - قرأ الجمهور ﴿ مَلَكْتُمْ ﴾ بالبناء للمعلوم، وقرأ سعيد بن جبير، وأبو العالية ﴿ مُلِّكْتُمْ ﴾ بضم الميم وتشديد اللام مع كسرها بالبناء للمجهول.
ثانياً - قرأ الجمور ﴿ مَفَاتِحَه ﴾ بالجمع، وقرأ أنس بن مالك، وقتادة ﴿ مِفْتَاحَه ﴾ بكسر الميم على الإفراد، وقرأ بن جبير ﴿ مفاتيحه ﴾ جمع مفتاح.
ثالثاً - قوله تعالى :﴿ أَوْ صَدِيقِكُمْ ﴾ قرئ بكسر الصاد اتباعاً لحركة الدال وقراءة الجمهور بفتح الصاد، ومثلها ( أُمّهاتكم ) بضم الهمزة وقرأ طلحة ( إمّهاتكم ) بكسر الهمزة.
وجوه الإعراب
أولاً : قوله تعالى :﴿ لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ ﴾ الآية رفع الله تعالى الحرج عن الأعمى والأعرج والمريض، ولم يذكر في الآية متعلق الحرج فذهب جمهور المفسّري على أن نفي الحرج عن أهل العذر ومن بعدهم في ( المَطَاعم ) ويكون معنى الآية « ليس عليكم في الأعمى حرج أن تأكلوا معه، ولا في الأعرج حرج، ولا في المريض حرج وتكون ( على ) بمعنى ( في ) » ذكره ابن جرير.
وقال الحسن، وعبد الرحمن بن زيد : الحرج المنفي عن أهل العذر هو في القعود عن الجهادفي سبيل الله، وهو مقطوع ممّا قبله، إذ متعلّق الحرجين، مختلف ويكون معنى الآية :« ليس على الأعمى، ولا على الأعرج ولا على المريض حرج في تركهم للجهاد وعدم خروجهم مع المجاهدين بسبب أعذارهم » ويكون الكلام قد تمّ هنا، وأنّ ما بعده مستأنف لا تعلّق له به، وهذا ما اختاره ( أبو حيّان ) في تفسيره « البحر المحيط ».
ثانياً : قوله تعالى :﴿ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً ﴾ قال أبو حيّان : انتصب « جميعاً » و « أشتاتاً » على الحال. أي مجتمعين، أو متفرقين.
ثالثاً : قوله تعالى :﴿ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ الله مباركة طَيِّبَةً ﴾.
قال الزجّاج : تحيّة منصوبة على المصدر، لأن قوله ( فسلّموا ) بمعنى فحيّوا فتكونمفعولاً مطلقاً.
وقوله ( مباركة طيّبة ) صفتان للمصدر ( تحيّةً ) والجار والمجرور متعلق ب ( مباركة ) أو بنفس التحية والله أعلم.
لطائف التفسير
اللطيفة الأولى : ذكر الله تعالى بيوت الأقارب ( الآباء، الأمهات، الإخوان، الأخوات، الأعمام، العمات... ) إلخ ولم يذكر بيوت الأولاد، والسّر في ذلك أن مال الولد مال الأب، وبيته بيته كما ورد ( أنت ومالك لأبيك ) فلم يذكر اكتفاءً بذكر ( بيوتكم ) فما يملكه الولد كأنه ملك للأب، لقوة حقّ القرابة وفي الحديث الشريف ( إنَّ أطيبَ ما يأكل الرجل من كسب ولده، وإنَّ ولده من كسبه ).
قال أبو حيان : ولم يذكر بيوت الأولاد اكتفاءً بذكر بيوتكم، ومعنى قوله تعالى :﴿ مِن بُيُوتِكُمْ ﴾ أي من البيوت التي فيها أزواجكم وعيالكم. والولد أقرب من عدّد من القرابات، فإذا كان سبب الرخصة هو القرابة، كان الذي هو أقرب منهم أولى.
اللطيفة الثانية : قيل لبعضهم من أحبّ إليك أخوك أم صديقك؟ فقال : لا أحبّ أخي إلا إذا كان صديقي.