ما ترشد إليه الآيات الكريمة
أولاً - تقوى الله تعالى زاد المؤمن. ووصية الله في الأولين والآخرين.
ثانياً - من شروط الإيمان التوكل على الله، والالتجاء إليه في جميع الأحوال والأوقات.
ثالثاً - الخرافات والأساطير ليس لها وجود في شريعة الإسلام ولذلك حذّر الإسلام منها.
رابعاً - ادعاء أنّ الرجل الأريب اللبيب له في جوفه قلبان دعوى باطلة مخالفة للشرع والعقل.
خامساً - الاعتقاد بأن الزوجة ( المظاهَر منها ) تصبح أماً من مزاعم الجاهلية الجهلاء.
سادساً - حرمة ( التبنّي ) في الإسلام، ووجوب دعوة الأبناء ونسبتهم إلى آبائهم.
سابعاً - جواز قول الإنسان يا ( أخي ) ويا ( مولاي ) إذا قصد أخوّة الدين وولايته.
ثامناً - الله تعالى رحيم لا يؤاخذ العبد على ما صد منه عن خطأ بل يعفو عنه ويغفر.
خاتمة البحث :
حكمة التشريع
« بدعة التبني في الجاهلية »
أشرقت شمس الإسلام على الإنسانية، والمة العربية لا تزال تتخبّط في ظلمات الجاهلية، وتعيش في ضلالات وأوهام، وتعتقد بخرافات وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان، هي من بقايا مخلّفات ( العصر الجاهلي ) التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
وما كان الإسلام ليتركهم في ضلالهم يتخبَّطون، وفي سَكْرتهم يعمهون دون أن ينقذهم مما هم فيه من سفهٍ، وجهالة، وكفر، وضلالة!!
فكان من رحمة الله تعالى أن أنتشل الأمة العربية، من أوحال الجاهلية. وخلّصها من تلك العقائد الزائغة، والأوهام الباطلة، وغذاها بلَبَان الإيمان، حتى أصبحت خير أُمّة أُخْرجت للناس.
ولقد كانت ( بدعة التبنّي ) من أظهر بدع الجاهلية، وتفشّت هذه البدعة حتى أصبحت ديناً متوارثاً، لا يمكن تعطيله أو تبديله لأنه دين الآباء والأجداد، ﴿ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا على أُمَّةٍ وَإِنَّا على آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴾ [ الزخرف : ٢٣ ].
كان العربي في الجاهلية. يتبنّى الرجل منهم ولد غيره، فيقول له :( أنتَ ابني أرثك وترثني ) فيصبح ولده وتجري عليه أحكام البنوّة كلها. من الإرث، والنكاح، والطلاق، ومحرمات المصاهرة، وغير ذلك مما يتعلق بأحوال الابن الصلبي على الوجه الشرعي المعروف.
ولحكمةٍ يريدها الله عزّ وجلّ ألهم نبيّه الكريم - قبل البعثة والنبوة - أن يتبنى أحد الأبناء. جرياً على عادة العرب في التبني. ليكون ذلك تشريعاً للأمة في إنهاء التبني. وإبطال تلك البدعة المنكرة، التي درج عليها العرب ردحاً طويلاً من الزمن.
فتبنى رسول الله ﷺ أحد الأبناء، هو ( زيد بن حارثة ) وأصبح الناس منذ ذلك الحين يدعونه ( زيد بن محمد ) حتى نزل القرآن الكريم بالتحريم فتخلّى الرسول ﷺ عن تبنّيه، وعاد نسبه إلى أبيه فأصبح يدعى زيد بن حارثة بن شرحبيل.
أخرج البخاري ومسلم في « صحيحهما » عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال :« إنّ زيد بن حارثة، مولى رسول الله ﷺ. ما كنّا ندعوه إلاّ زيد بن محمد، حتى نزل القرآن ﴿ ادعوهم لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله ﴾ فقال النبي ﷺ : أنت زيد بن حارثة بن شرحبيل ».