ثانياً : وأما بالنسبة لمشروعية الحجاب فقد كان سبب النزول ما روي في الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : قلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب :﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ متاعا فاسألوهن مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ﴾ الآية. وهذه إحدى الموافقات الثلاثة التي نزل القرآن الكريم فيها موافقاً لرأي عمر رضي الله عنه.
وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال :« وافقت ربي في ثلاث : قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزل :﴿ واتخذوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [ البقرة : ١٢٥ ] وفي الحجاب فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي ﷺ في الغيرة فقلت : عسى ربه إن طلقكُنَّ أن يُبْدِلَه أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك ».
وقد ذكرت روايات أخرى في أسباب النزول ولكنها كما قال ابن العربي كلُّها ضعيفة واهية ما عدا الذي ذكرنا.
لطائف التفسير
اللطيفة الأولى : قوله تعالى :﴿ بُيُوتَ النبي ﴾ إضافة البيوت إلى النبي ﷺ إضافة تشريف، مثل ﴿ نَاقَةَ الله ﴾ [ الشمس : ١٣ ] و ( بيت الله ) الإضافة فيها للتكريم والتشريف فلبيوت النبي ﷺ من الحرمة ما ليس لغيرها من البيوت، وهذه الأحكام ملذكورة هنا خاصة ببيوت النبي ﷺ تكريماً له عليه السلام وتشريفاً.