٢- قوله تعالى :﴿ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ ( سلّموا ) أمر، و ( تسليماً ) مفعول مطلق منصوب.
٣- قوله تعالى :﴿ إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ ﴾ اسم الموصول اسم ( إنّ ) والخبر جملة ﴿ لَعَنَهُمُ الله ﴾.
لطائف التفسير
اللطيفة الأولى : قوله تعالى :﴿ إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ ﴾.
ورد ذكر الثناء على الرسول ﷺ بهذه الصيغة، فجاء الخبر مؤكداً ب ( إنّ ) اهتماماً به، وجيء بالجملة اسمية لإفادة الدوام، وكانت الجملة إسمية في صدرها، ﴿ إِنَّ الله ﴾ فعليه في عجزها ﴿ يُصَلُّونَ ﴾ للإشارة إلى أن هذا الثناء من الله تعالى، والتمجيد الدائم يتجدّد وقتاً فوقتاً على الدوام، فتدبّر هذا السرّ الدقيق.
اللطيفة الثانية : قد يقول قائل : إذا صلّى الله وملائكته عليه فأي حاجة إلى صلاتنا عليه؟
نقول : الصلاة عليه ليس لحاجته إليها، وإلاّ فلا حاجة إلى صلاة الملائكة مع صلاة الله عليه، وإنما هو لإظهار تعظيمه عليه السلام ليثيبنا الله تعالى عليه، ولهذا قال عليه السلام :« من صلّى عليّ مرة صلّى الله عليه بها عشراً » فصلوات ربي وسلامه عليه.
اللطيفة الثالثة : قال الإمام الفخر : الصلاة الدعاء، يقال في اللغة صلّى عليه : أي دعا له، وهذا المعنى غير معقول في حقّ الله تعالى، فإنه لا يدعو له، لأنّ الدعاء للغير طلب نفعه من ثالث، والجوابُ : أن اللفظ المشترك يجوز استعماله في معنييه معاً، وكذلك الجمع بين الحقيقة والمجاز في لفظٍ جائز وهذا مذهب الشافعي رحمه الله، فالصلاة من الله بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الاستغفار، وهما يشتركان في العناية بحال المرحوم، والمستغفر له، والمراد هو القدر المشترك.
اللطيفة الرابعة : أمرنا الله بالصلاة على نبيه المصطفى ﷺ، وكان يكفي أن نقول صلينا عليه أو يقول الإنسان : أصلي عليه، فلماذا نقول عند الصلاة عليه : اللهم صلِّ على محمد؟
والجواب : أنَّ الله لما أمرنا بالصلاة عليه، ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك، أحلناه على الله تعالى، وقلنا : اللهم صلّ أنت على محمد، لأنك أعلم بما يليق به، فنحن عاجزون عن توفيته حقه، وقاصرون عن معرفة الثناء الذي يليق بقدره، وقد أوْكّلْنا الأمر إليك. فتدبر سرّ هذه الجملة ( اللهم صل على محمد ) فإنه نفيس ودقيق.
اللطيفة الخامسة : قال بعض العلماء : معنى قولنا : اللهم صل على محمد أي عظِّمْه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وتضعيف أجره ومثوبته، وإعطائه المقام المحمود.
فضائل الصلاة على النبي ﷺ
١- عن أبي طلحة رضي الله عنه أن النبي ﷺ جاء ذات يوم والبشرى في وجهه، فقلنا إنّا لنرى البشرى في وجهك!! فقال :« إنه أتاني الملك فقال يا محمد : إن ربك يقول : أما يرضيك أنه لا يصل عليك أحد إلا صليت عليه عشراً، ولا يسلّم عليك أحد إلا سلّمت عليه عشراً؟... ».