أبي الإسلام لا أب ليسواه إذا افتخروا بقيسٍ أو تميم
اللطيفة العاشرة : سئل بعض العلماء عمّا وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم من قتال فقال : تلك دماء قد طهّر الله منها أيدينا، فلا نلوّث بها ألسنتنا، وسبيلُ ما جرى بينهم كسبيل ما جرى بين يوسف وإخوته. وسئل ( الحسن البصري ) عن قتالهم فقال :( قتالٌ شَهِدَهُ أصحاب محمد ﷺ وغبنا، وعلموا، وجهلنا، واجتمعوا فاتّبعنا، واختلفوا فوقفنا ).
وقال المحاسبي : فنحن نقول كما قال الحسن، ولا نبتدع رأياً منا، ونعلم أنهم اجتهدوا وأرادوا وجه الله تعالىّ.
وجوه القراءات
١- قوله تعالى :﴿ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فتبينوا ﴾ قرأ الجمهور ﴿ فتبيّنوا ﴾ من التبيّن، وقرأ خمزة والكسائي ﴿ فتثبتوا ﴾ من التثبت، والمعنى واحد لأن التبيّن معناه في اللغة التثبت والتحقق.
٢- قوله تعالى :﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا ﴾ قرأ الجمهور ﴿ اقتتلوا ﴾ بصيغة الجمع، وقرأ أُبي بن كعب، وابن مسعود ﴿ اقتتلا ﴾ بالتثنية على فعل اثنين مذكّرين، وقرأ أبو المتوكل، وابن أبي عبلة ﴿ اقتتلتا ﴾ بتاء وألف بعد اللام على فعل اثنتين مؤنثتين.
٣- قوله تعالى :﴿ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ قرأ الأكثرون ﴿ بين أخويكم ﴾ بياء التثنية، وقرأ أبي بن كعب، وابن جُبير ﴿ بين إخوتكم ﴾ بالتاء على الجمع، وقرأ الحسن وابن سيرين ﴿ بين إخوانكم ﴾ بالنون وألف قبلها ويكون المراد بين الأوس والخزرج.
وجوه الإعراب
١- قوله تعالى :﴿ فتبينوا أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بجهالة ﴾ في تقديره وجهان : أحدهما : أن يكون التقدير لئلا تصيبوا وهو مذهب الكوفيّين.
والثاني : أن يكون التقدير كراهية أن تصيبوا أو خشيَة أن تصيبوا وهو مذهب البصريين.
٢- قوله تعالى :﴿ واعلموا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله ﴾ عطف على ما قبله و ( أنّ ) وما بعدها في تأويل مصدر سدّت مسدّ مفعولي ( اعلموا ).
٣- قوله تعالى :﴿ فَضْلاً مِّنَ الله وَنِعْمَةً ﴾ في إعرابه وجهان :
أحدهما : أن يكون منصوباً على المفعول له.
والثاني : أن يكون مصدراً مؤكداً لما قبله أي تفضلاً من الله.
٤- قوله تعالى :﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا ﴾
( إنْ ) شرطية جازمة، و ( طائفتان ) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور تقديره : إن اقتتل طائفتان من المؤمنين اقتتلوا، وإنما قدّرنا ذلك لأنّ الشرط في ( إنْ ) أن يليها الفعل، فإن وليها اسم قدّروا لها فعلاً يفسّره ما بعده.
قال ابن الأنباري : ولا يجوز أن يحذف الفعل مع شيء من كلمات الشرط العاملة إلاّ مع ( إنْ ) لأنها الأصل في كلمات الشرط، ويثبت للأصل ما لا يثبتُ للفرع.


الصفحة التالية
Icon