« تحيةُ بينهم ضربٌ وجيع »... قال ابن عباس : في تفسير الآية : وتجعلون شكركم التكذيب.
قال الألوسي :« إنّ في الكلام مضافاً مقدّراً أي شكر رزقكم، أو إشارة إلى أن الرزق مجاز عن لازمه وهو الشكر ».
وقال الثعلبي المعنى : وتجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن أنكم تكذِّبون.
وجوه القراءات
١- قرأ الجمهور ﴿ فلا أقسم ﴾ بمدّ ( لا ) على أنها نافية، وقرأ الحسن ﴿ فلأقسم ﴾ بغير ألفٍ بين اللام والهمزة فتكون اللام ( لام القسم ) وهذا مبني على رأي بعض النحاة الذن يجوّزون القسم على فعل الحال فيقال : والله لَيَخرجُ زيد، وعليه قول الشاعر :« ليَعلمُ ربيّ أنّ بيتي واسع ».
٢- قرأ الجمهور ﴿ بمواقع ﴾ على الجمع، وقرأ حمزة والكسائي ﴿ بموقع ﴾ على الإفراد لأنه اسم جنس.
٣- قرأ الجمهور ﴿ المُطَهّرون ﴾ اسم مفعول من ( طهّر ) مشدّداً، وقرأ نافع ﴿ المُطْهَرون ﴾ مخففاً من أطهر، وقرأ سلمان الفارسي ﴿ المُطَّهَّرون ﴾ بشدّ الطاء والهاء أصله ﴿ المتطهرون ﴾ فأدغمت التاء في الطاء.
وجوه الإعراب
١- قوله تعالى :﴿ فَلاَ أُقْسِمُ ﴾ لا زائدة والمعنى فأقسم، وهذا مذهب سعيد بن جبير، وقيل إنها ( لام القسم ) ومعناه فلأقسم وقد ردّه في « الكشاف ».
قال الزمخشري :« ولا يصح أن تكون اللام ( لام القسم ) لأمرين :
أحدهما : أنّ حقها أن تقرن بها النون المؤكدة، والإخلال بها ضعيف قبيح.
والثاني : أنّ لأفعلنّ في جواب القسم للاستقبال، وفعل القسم يجب أن يكون للحال.
٢- قوله تعالى :﴿ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المطهرون ﴾ جملة ( لا يمسّه ) صفة ل ( قرآنٌ كريمٌ ) وقيل صفة ل ( كتابٍ مكنون ) وعلى كلا القولين تكون ( لا ) نافية، وقيل إنها ناهية، بمعنى ( لا يمسَسْهُ ) مثل قوله عليه السلام :» المسلمُ أخو المسلم لا يظلِمُهُ... « الحديث.
قال ابن عطية :» والقول بأن ( لا يمسَّه ) نهي قول فيه ضعف، وذلك أنه إذا كان خبراً فهو في موضع الصفة، وقوله بعد ذلك ﴿ تَنزِيلٌ ﴾ صفة، فإذا جعلناه نهياً جاء معناه أجنبياً معترضاً بين الصفات، وذلك لا يحسن في وصف الكلام فتدبره.
الأحكام الشرعية
الحكم الأول : هل في قسم حقيقي؟ وما هي طريقة هذا القسم؟
اختلف المفسرون في قوله تعالى :﴿ فَلاَ أُقْسِمُ ﴾ وكيف نجمع بين هذا اللفظ الذي صورته « نفي القسم » وبين قوله :﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ الذي هو صريح في إثبات القسم؟ على عدة أقوال :
١- قال بعضهم : وهم الجمهور إنّ ( لا ) زائدة زيدت للتأكيد، مثلها في قوله تعالى :﴿ لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتاب ﴾ [ الحديد : ٢٩ ] أي ليعلم، وقول الشاعر :
تذكَّرتُ ليلى فاعترتْني صَبَابةٌ | وكان نياطُ القلب لا يتقطَّع |
ب- وقال آخرون : إنّ ( لا ) هنا هي لام القسم أشبعت فتحتها فتولدت الألف نظير الألف في قول الشاعر :« أعوذ بالله بمن العقراب » ويكون معنى الآية :« لأَقْسِمٌ ».