.. }.
وقد صحّ في الحديث أن النبي ﷺ لم يصافح في البيعة امرأة، وإنما بايعهنّ بالكلام، ودلّ ذلك على حرمة مصافحة النساء.
وقد كانت بيعة الرجال أن يضع الرجل يده في يد الرسول ﷺ ويبايعه على الإسلام والجهاد، والسمع والطاعة، وأما النساء فلم يثبت عنه ﷺ أنه صافح امرأة، ولا وضع يده في يدها، إنما كانت البيعة بالكلام فقط، ويدل عليه ما يلي :
النصوص الشرعية الدَّالة على حرمة المصافحة
أولاً : روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :« كان ﷺ يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية، بقول الله تعالى ﴿ ياأيها النبي إِذَا جَآءَكَ المؤمنات... ﴾ إلى قوله :﴿ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ قالت عائشة : فمن أقرّ بهذا الشرط من المؤمنات، قال لها رسول الله ﷺ : قد بايعتُكِ كلاماً، والله ما مَسّت يده يد امرأة قطّ في المبايعة، ما يبايعهنّ إلا بقوله :» قد بايعتك على ذلك «.
ثانياً : روي الإمام أحمد عن ( أميمة بنت رقيقة ) قالت :» أتيتُ رسول الله ﷺ في نساء لنبايعه، فأخذ علينا ما في القرآن : أن لا نشرك بالله شيئاً... الآية وقال :« فيما استطعتُنّ وأطقتُن » قلنا : اللَّهُ ورسولُه أرحم بنا من أنفسنا.
قلنا يا رسول الله : ألا تصافحنا؟ قال :« إني لا أصافح النساء، إنما قول لامرأة واحدة قولي لمائة امرأة ».
ثالثاً : وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها بعد أن ذكرت البيعة قالت :« وكان رسول الله ﷺ إذا أقررن بذلك من قولهن، قال لهنّ :» انطلقن فقد بايعتُكنّ « ولا والله ما مَسّت يدُ رسول الله ﷺ يد امرأة قط، غير أنه بايعهن بالكلام، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن :» قد بايعتكُنّ كلاماً «.
قال الحافظ ابن حجر : قوله :» قد بايعتكِ كلاماً « أي يقول ذلك كلاماً فقط، لا مصافحة باليد، كما جرت العادة بمصافحة الرجال عند المبايعة.
أقول : الروايات كلها تشير إلى أن البيعة كانت بالكلام، ولم يثبت عنه ﷺ أنه صافح النساء في بيعة أو غيرها، ورسول الله ﷺ عندما يمتنع عن مصافحة النساء مع أنَّه المعصوم فإنما هو تعليم للأمة وإرشاد لها لسلوك طريق الاستقامة، وإذا كان رسول الله ﷺ وهو الطاهر، الفاضل، الشريف، الذي لا يشك إنسان في نزاهته وطهارته، وسلامة قلبه، لا يصافح النساء، ويكتفي بالكلام في مبايعتهنّ، مع أن أمر البَيْعة أمر عظيم الشأن، فكيف يباح لغيره من الرجال مصافحة النساء، مع أن الشهوة فيهم غالبة؟ والفتنة غير مأمونة، والشيطان يجري فيهم مجرى الدم؟!
وكيف يزعم بعض النَّاس أن مصافحة النساء غير محرَّمة في الشريعة الإسلامية؟!