اللطيفة السادسة : في قوله تعالى :﴿ واذكروا الله كَثِيراً ﴾ لطيفة وهي أن الله تعالى أمر بالسعي في طلب الرزق، والاشتغال بالتجارة، ولمّا كان هذا قد يسوق الإنسان إلى الغفلة، وربما دفعته الرغبة في جمع المال، إلى الكذب، والغش، والاحتيال، أُمِر المسلمُ أن يذكر الله تعالى، ليعلم أن الدنيا ومتاعها فانية وأن الآخرة وما فيها باقية، وأنّ ما عند الله خير وأبقى، فلا تشغله تجارة الدنيا عن تجارة الآخرة كما قال تعالى في وصف المؤمنين :﴿ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله ﴾ [ النور : ٣٧ ] وهذا هو السرّ في الأمر بذكر الله كثيراً فتدبره.
اللطيفة السابعة : الأصل في ( إذا ) أنها للاستقبال، والآية الكريمة نزلت بعد تلك الحادثة وبعد انفضاض الناس عن رسول الله ﷺ لهذا فقد خرجت عن الاستقبال واستعملت في الماضي، على حدِّ قول القائل :

ونَدْمانٍ يزيدُ الكأس طيباً سَقَيْتُ ( إذا ) تَغَوّرتِ النَجومُ
ما ورد في فضائل يوم الجمعة
أ- يومُ الجمعة أفضل الأيام وأشرفها على الاطلاق فقد روى مسلم في « صحيحة » عن النبي ﷺ أنه قال :« خيرُ يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ».
ب- وروى مالك في « الموطأ » عن رسول الله ﷺ أنه قال :« خيرُ يوم طلعت عليه الشمس يومُ الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أهبط من الجنة، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة، إلاَّ الإنس والجن، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه إياه ».
ج - وروى أبو داود في « سننه » أن رسول الله ﷺ قال :« إنّ من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخةُ، وفيه الصعقةُ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ، قالوا يا رسول الله : كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمتَ؟ يعني ( بليتَ ) فقال ﷺ : إنّ الله تعالىّ حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ».
الأحكام الشرعية
الحكم الأول : ما هو الأذان الذي يجب السعي عنده؟
دلَّ قوله تعالى :﴿ إِذَا نُودِيَ للصلاوة مِن يَوْمِ الجمعة فاسعوا إلى ذِكْرِ الله وَذَرُواْ البيع ﴾ على وجوب السعي إلى المسجد، وترك البيع والشراء، وقد اختلف العلماء في الأذان الذي يجب السعي عنده.
١- قال بعض العلماء : المراد به الأذان الأول الذي هو على ( المنارة ).


الصفحة التالية
Icon