الفن السادس
التأكيد
وهو كل لفظ تابع للفظ قبله يغيره لفظا ويطابقه معنى، نحو قوله تعالى: ﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم()وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ﴾ فالآية الثانية مغايرة لفظا للأولى لكنها تضمنت معناها فأكدتها.
الفن السابع
الحذف
وذلك كقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ﴾ أي لكان هذا القرآن.
الفن الثامن
في المنصوبات
أولا: في المفعول به
قد يكون للأفعال المتعدية مفعولات معينة، وقد لا يكون:
١- الفعل الذي لا يكون له مفعول معين فحاله كحال غير المتعدي في أنك لا ترى له مفعولا لفظا وتقديرا، إذ الغرض بيان حال الفاعل فقط، وذلك كقولهم: "فلان يحل ويعقد، ويأمر وينهى" والمقصود إثبات المعنى في نفسه للشيء من غير أن يتعرض لحديث المفعول فكأنك قلت: "صار بحيث يكون منه حل وعقد وأمر ونهي"، وعليه قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ﴾ أي: هو الذي منه الإغناء والإقناء، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أي من له علم ومن لا علم له.
٢- أن يكون له مفعول معلوم إلا أنه يحذف من اللفظ لأغراض ثلاثة:
أ- أن يكون المقصود بيان حال الفاعل أيضا كقول الشاعر:
أبو أن يملونا واو أن أمنا تلاقي الذي يلقون منا لملت
أي: لملتنا.
ومنه قوله تعالى: ﴿ وجد عليه أمة من الناس يسقون ﴾ أي: يسقون أغنامهم ومواشيهم.
ب- أن يكون المقصود ذكره، لكنك تحذفه لإيهام أنك لا تقصد ذكره، كقول البحتري:
شجو حساده وغيظ عداه أن يَرى مبصرٌ ويسمع واعٍ
أي: لا محالة أن يرى مبصر محاسنه ويسمع واع أخباره، ولكنه تغافل عن ذلك، لأنه أراد أن يقول: إن فضائله يكفي فيها أن يقع عليها بصر ويعيها سمع، حتى يعلم أنه المنفرد بالفضائل، وأنه الشخص الذي ليس لأحد أن ينازعه فيها، فليس شيء أشجى لكونه لهم من علمهم بأن ههنا مبصرا وسامعا.