الثاني: عطف جملة على جملة، وهو نوعان:
الأول: عطف جملة على جملة لها موضع في الإعراب، وتكون مثابة عطف المفرد على المفرد كقولك: "مررت برجل خلقه حسن وخلقه قبيح" فقد أشركت بين الجملتين في الإعراب، وهو الجر صفة للنكرة ليستدل به على التشريك في المعنى وهو كون كل واحد منهما تقييدا للموصوف وتخصيصا له.
ومما تردد بين عطف المفردات والجمل قوله تعالى: ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ﴾
ومما اختلف في إيصاله واستئنافه: ﴿ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾
ولا يخفى انقطاع: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ﴾ عن: آخر الآية قبلها: ﴿ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴾.
النوع الثاني: أن يعطف جملة على جملة لا موضع لها من الإعراب، وهو الذي يشكل أمره، نحو: "زيد أخوك وعمرو صاحبك" فلا فائدة للواو هنا غير الإشراك في الإخبار، بخلاف حروف العطف الأخرى التي تدل على معاني خاصة كالفاء و "ثم" تدلان على الترتيب، ولهذا لا بد من مراعاة الملاءمة والمناسبة في تقديم بعضها على بعض، ولا يخلو هذا النوع من:
أ معنى إحدى الجملتين لذاته متعلقا بمعنى الجملة الأخرى، كالتوكيد للجملة الأخرى نحو: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾ فقوله: ﴿ لا ريب فيه ﴾ توكيد لقوله: ﴿ ذلك الكتاب ﴾ أو كالصفة لها فلا يجوز إدخال العاطف عليه؛ لأن الصفة والتوكيد متعلقان بالموصوف والمؤكد لذاتيهما، ولما كان التعلق الذاتي حاصلا استغنى عن لفظ يدل على ذلك التعلق.
ب- لا يكون " " " " " " " " ولا تخلو:


الصفحة التالية
Icon