أما الفعل فله دلالة على الحقيقة وزمانها والجملة الفعلية ما تركبت من فعل وفاعل أو من فعل ونائب فاعل وتفيد التجدد والحدوث في زمن معين.
وعليه إن كان الغرض من الإخبار الإثبات المطلق غير المشعر بزمان وجب أن يكون الأخبار بالاسم كقوله تعالى: ﴿ وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ﴾ فليس الغرض إلا إثبات البسط للكلب، فأما تعريف زمان ذلك فغير مقصود، كما يشعر الاسم بثبوت صفة البسط بخلاف ما لو قال: (يبسط) فإنه يؤذن حينئذ بمزاولة الكلب للبسط وأنه يحدث له شيئا فشيئا.
وأما إذا كان الغرض من الإخبار الإشعار بزمان ذلك الثبوت فالصالح له هو الفعل كقوله تعالى: ﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ فإن تمام المقصود لا يحصل بمجرد كونه معطيا للرزق بل بكونه معطيا للرزق في كل حين وأوان.
والفعل المضمر كالمظهر في ذلك ومن ثم قالوا: سلام إبراهيم أبلغ من سلام الملائكة في قوله تعالى: ﴿ قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ ﴾ فإن سلام إبراهيم جملة اسمية، وسلام الملائكة انتصب بفعل محذوف أي نسلم سلاما، وما كان ثابتا مطلقا أبلغ مما عرض له الثبوت.
ب- الفرق بين المعرفة والنكرة
المعرفة: ما دل على شيء بعينه.
النكرة: ما دل على واحد لا بعينه، وتطلق فتدل على:
١- إرادة الوحدة كقوله تعالى :﴿ وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ﴾ أي رجل واحد.
٢- إرادة الجنس كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء ﴾ أي جنس الدواب.
٣- الوحدة والجنس نحو: "جاءني رجل" فـ"رجل" هنا تدل على رجل واحد، وعلى جنس الجائي.
- مراتب المعرفة والنكرة:
المعارف والنكرات متفاوتة في مراتب التعريف والتنكير:
فأعرف المعارف: الله ثم المضمر ثم العلم ثم الإشارة ثم الموصول ثم المعرف ثم ما أضيف إلى واحد منها.
وأنكر النكرات: معلوم ثم شيء ثم جسم ثم حيوان ثم إنسان ثم رجل.


الصفحة التالية
Icon