الأجساد شفاء من السقم وتثبيتا على الإيمان وهداية إليه أصلا، ففي
الهداية يقول الله تعالى: ٦٤٨٣١; إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم٦٤٨٣٠; ويقول
تعالى: ٦٤٨٣١; الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين٦٤٨٣٠; والشفاء من الأسقام
الظاهرة والباطنة، يقول الله فيه: ٦٤٨٣١; وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين٦٤٨٣٠; وكذلك فإن من تأثيره أيضا تأثيره على القلوب وأخذه بمجامعها،
فالوليد بن المغيرة لما أتى النبي r يجادله وهو مشرك ولم يوفقه الله
للإسلام بل مات على الشرك نسأل الله السلامة والعافية لما أتى قرأ عليه
النبي r بعض القرآن فلما رجع إلى قريش قال: يا معشر قريش، والله لقد
سمعت شعر الشعراء ورجز الرجاز وسجع الكهان فما سمعت كلاما كهذا القرآن،
إن عليه لطلاوة وإن له لحلاوة، وكذلك فإن عتبة بن ربيعة لما أتى النبي
r يجادله قال: «اسمع أبا الوليد» فقرأ عليه النبي r بسم الله الرحمن
الرحيم ٦٤٨٣١; حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم
يعلمون٦٤٨٣٠; فقرأ عليه آيات من سورة فصلت حتى وصل إلى قول الله تعالى: ٦٤٨٣١; فإن
أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود٦٤٨٣٠; فقال: حسبك ووضع يده
على فيه خوفا من مثل هذه الصاعقة، ولهذا فإن طبيبا أمريكيا في عصرنا
هذا كان يعالج بالعلاج النفسي وتخصص في ذلك واشتهر به، فكان يجمع
الأشرطة التي فيها أنواع الموسيقى والألحان فيعرضها على المرضى ويراقب
تأثرهم بها، حتى وصلت يده إلى شريط فيه تلاوة من القرآن، فكان إذا
أسمعها لمريض تأثر بها تأثرا لا يساويه تأثره بالشرائط الأخرى، ولاحظ
أن ذروة التأثير وقمته تصل إلى مقطع معين فسجل ذلك المقطع وحده من
الشريط ثم بحث عن تفسيره فإذا الشريط الذي لديه في سورة الرعد، وإذا
المقطع الذي تصل إليه قمة التفاعل والاستجابة هو قول الله تعالى: