&#٦٤٨٣١; الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب&#٦٤٨٣٠;
فكان هذا سبب إسلامه، فلذلك كان هذا القرآن الذي ميزه الله بهذه
الخصائص كلها شرفا لهذه الأمة وميزة لها بين الأمم كما قال الله تعالى:
&#٦٤٨٣١; وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون&#٦٤٨٣٠; وإذا كان الحال كذلك وكان شرف هذه
الأمة مرتبطا بهذا القرآن احتجنا إلى الارتباط به والاتصال به، وقد
حضنا النبي r على قراءته وبين ثمرة ذلك وأثره، فقال: «اقرأوا القرآن
فإنه يأتي يوم القيامة شافعا لأهله»
وقال: «يقال لقارئ القرآن يوم
القيامة اقرأ ورتل وارقه فإن منزلتك عند آخر آية ترتلها»
وبين أن
القرآن يأتي يوم القيامة تتقدمه البقرة وآل عمران كالغمامتين يجادل عن
صاحبه، وبين أن أهل القرآن الذين يحفظون حروفه وحدوده هم أهل الله
وخاصته من خلقه، وقال: «من قرأ القرآن كان له بكل حرف عشر حسنات لا
أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»
وقطعا لا شك أن المقصود
هنا قراءة مخصوصة وليست كل قراءة، فنحتاج إذن إلى تعلم ما يتعلق بهذا
القرآن من العلوم والأحكام، وأن نعلم أنه مائدة الله في الأرض وأنه حبل
الله المتين وصراطه المستقيم من تمسك به عصم ومن تركه من جبار قصم الله
ظهره، فنحن محتاجون إلى التعلق به في كل أمورنا، فهو الشاهد علينا
والحكم الذي من تمسك به وأخذ به لا يمكن أن يضل أبدا، وقد تركه فينا
رسول الله r وأمرنا بالالتزام به، فإنه مع الحق لا يفارقه الحق أبدا،
وقد أنتج علماء هذه الأمة عدة علوم تخدم هذا القرآن ومرجعها إلى ستة
علوم مشهورة، أي ستة تخصصات، أما العلم الأول فهو علم التجويد والأداء،
وهو علم التلفظ بالقرآن كيف تتقن التلفظ به كما أنزله الله على محمد r،
والعلم الثاني هو علم قراءاته أي أن تتعلم الفروق بين القراءات والأحرف
حتى تقرأه بعدة قراءات، والعلم الثالث هو علم تفسيره وبيانه، والعلم


الصفحة التالية
Icon