الرابع هو علوم القرآن أي ما يجمع تاريخه وبيان الناسخ والمنسوخ منه
وبيان الشتوي والصيفي والليلي والنهاري منه، وغير ذلك من أوجه إعجازه
وما يتعلق بترجمته، وما فيه من المعرب وما فيه من الحقائق العلمية وغير
ذلك، والعلم الخامس من هذه العلوم هو رسمه وكتابته كما رسمه أصحاب رسول
الله r في المصاحف، والعلم السادس ضبطه كما ضبطه التابعون في أيام عبد
الملك بن مروان وهو النقط والشكل، والرسم تتفق فيه القراءات كلها
والضبط تختلف فيه القراءات، فهذه العلوم الستة لا بد أن يتعلمها المؤمن
ليتصل بالقرآن وليكون من أهله حقيقة، ونحن إن شاء الله تعالى في هذه
الدورات المتتالية سنختار في كل علم من هذه العلوم أصلا أي مرجعا نقرره
في كل دورة من الدورات يدرس، وهذه الدورة التي نحن فيها الآن وهي دورة
الشيخ أحمد ياسين رحمه الله اخترنا أن تكون في علم التجويد، وقررنا
فيها كتاب مقدمة الجزرية، وعلم التجويد هو من أهم هذه العلوم وهو سابق
على كلها لأن الإنسان لا يستطيع تعلم علم القراءات ما لم يكن متقنا
للحروف وصفاتها وللمواقف والابتداء، ثم بعد ذلك يتعلم فروق القراءات،
وكذلك لا يمكن أن يعرف التفسير دون أن يتعلم النطق بألفاظ القرآن ولا
يمكن أن يتعلم علوم القرآن ولا رسمه ولا ضبطه مالم يتقن النطق به أولا،
فالنطق به سابق على ذلك كله، فلهذا كانت البداءة بعلم التجويد أمرا لا
بد منه، وهذا العلم الذي هو علم التجويد مثل غيره من العلوم يحتاج فيه
إلى معرفة المقدمات الضرورية لكل علم، وهذه المقدمات عشر المقدمة
الأولى حده والمقصود به تعريفه، أي تعريف هذا العلم، والتعريف منه
تعريف لغوي وتعريف اصطلاحي، أو تعريف بالمعنى اللقبي أي تعريف هذا
اللفظ كلقب لعلم من العلوم وتعريف بمعنى الاشتقاق أي من أين أخذت هذه
الكلمة، فالتعريف الأول وهو تعريف علم التجويد في اللغة حده في اللغة


الصفحة التالية
Icon