والكسكسة هي لغة بني أسد ومن جاورهم، وهذه اللهجات لا يقصد معرفتها هنا
في علم التجويد فلذلك إنما يقصد بمخارج الحروف وصفاتها ما تعلق منها
بالقرآن، وإن كان بعض هذه اللهجات يرد في القرآن على وجه الشذوذ فبعض
اللهجات جاء في القرآن على وجه الشذوذ، والقراءات الشاذة لا يقصد
تجويدها كما يقصد تجويد القراءات المتواترة، ولذلك جاء في بعض القراءات
الشاذة قد جعل ربش تحتش سريا، لكن هذا في القراءات الشاذة وليس في
القراءات المتواترة فلذلك لا نبحث فيه، إنما نبحث فيما يتعلق بالقراءات
المتواترة، كذلك فإن اللهجات أيضا منها ما يكون غير فصيح في تركيبه
ووضعه، فمثلا بعض العرب ينصب معمولي إن المبتدأ والخبر معا ومن ذلك قول
الشاعر: «إذا اشتد جنح الليل فلتات ولتكن** خطاك خفافا إن حراسنا أسدا»
وهذا لم يستعمل في القرآن إلا أن بعض أهل العلم حمل عليه موضعا واحدا
فيه، إن هذان لساحران على القول بالإهمال فالارتفاع بإن نظير الانتصاب
بها ارتفاعهما نظير انتصابهما، وهذا الوجه وجه ضعيف من الناحية
النحوية، ولنا جواب عنه فلذلك لا نحتاج إلى البحث في مثل هذه اللهجات،
فقولنا: تعلم القواعد والضوابط، فالفرق بين القواعد والضوابط أن
القواعد هي ما يكون مضطردا في كل باب، والضوابط هي ما يختص بباب دون
باب، فمثلا القواعد الفقهية منها مثلا الأمور بمقاصدها، فهذه قاعدة
عامة لأنها تدخل في كل باب من أبواب الفقه، ومنها مثلا التعبد في الغير
لا يحتاج إلى النية، وهذه قاعدة من قواعد الطهارة فقط، تختص بباب
الطهارة ولا توجد في غيره من الأبواب فهذه ضابط لا قاعدة والأولى قاعدة
لا ضابط، والقواعد في الأصل هي أسس البنيان التي يقوم عليها، ما يقوم
عليه البنيان من الأسس هو الذي يسمى بالقواعد ومنه قول الله تعالى:
٦٤٨٣١; وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل٦٤٨٣٠; فالقواعد الأسس، معرفة