القواعد والضوابط المتعلقة بمخارج الحروف، هذه القواعد بعضها يتعلق
بمخارج الحروف وبعضها لا يتعلق بالمخارج ولكن يتعلق بصفات الحروف، وما
يتعلق كذلك بالوقف والابتداء فالحروف لا بد في تعلمها من مرتبتين،
المرتبة الأولى هي تجويد كل حرف مستقلا بغض النظر عن تركيبه مع غيره،
فلا يمكن أن يعرف الإنسان التجويد ما لم يعرف النطق بكل حرف وحده،
فيخرجه من مخرجه ويأتي به بصفته، وذلك إذا أراده الإنسان فإنه يأتي به
ساكنا بعد همزة الوصل، كما قال المختار بن بونه رحمه الله «لكل حرف
مخرج إن سكنا** بإثر همز موصل تبينا»
إذا أسكنه الإنسان بعد همزة الوصل
سواء كانت مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة خرج الحرف من مخرجه، وكذلك لا بد
من إتقان صفاته حتى يجعله الإنسان خارجا من مخرجه ومتصفا بصفاته،
وسنذكر أن كل حرف له عدد من الصفات أقلها خمس، أقل ما يتصف به الحرف
خمس صفات، موصل معناه همز وصل، تبينا أي تبين ذلك المخرج، فهنا هذه
القواعد التي تتعلق بالمخارج والصفات بعدها إذا تعلم الإنسان كل حرف
على حدة يحتاج إلى تركيبه مع غيره، لأن كثيرا من الصفات تعرض عند
التركيب كتفخيم الألف بعد اللام المفخمة، وكترقيق الراء الساكنة بعد
الكسر كما قال الشاطبي رحمه الله: «ولا خلف في ترقيقها بعد كسرة** إذا
سكنت يا صاحي للسبعة الملا»
فهذا الترقيق صفة عارضة للراء لكن لم تحصل
فيها إلا بعد التركيب وهذا التركيب ينقسم إلى قسمين إلى تركيب داخل
الكلمة وإلى تركيب في عدد الكلمات، والتركيب في عدد الكلمات يشمل البحث
في الوقف والابتداء، لأن الإنسان لا يستطيع أن يقرأ القرآن جميعا جملة
واحدة فقد نزله الله بالتقسيط والتدريج ولا بد أن يقرأ كذلك، فتحتاج
إلى قطع النفس وقطع الصوت، وذلك محوج لك إلى أن تعرف المواقف أين تقف
ومن أين تبتدي، فقد تقف في مكان لا يمكن الابتداء بما بعده، فلا بد أن
ترجع، وقد يكون الوقف حسنا وقد يكون تاما وقد يكون كافيا وقد يكون


الصفحة التالية
Icon