قبيحا فتحتاج فيه إلى الرجوع وهذا الوقف أنواع منه وقف في الاختيار
ووقف في الاختبار، ووقف في الاضطرار، ومما يتعلق بالوقف والابتداء ما
يتعلق بالوصل والفصل، فإن الصحابة رضوان الله عليهم جمعوا بعض الكلمات
فأدمجوها في الخط فكانت كالكلمة الواحدة وهذا الذي يسمى بالوصل مثلا
إنما، فأصلها إن وحدها كلمة وما وحدها كلمة، فجمعهما الصحابة في بعض
الكلمات وفصلوهما في بعض، فتحتاج إلى التفريق للوقف، لأنك إذا كنت تريد
الوقف فلا يمكن أن تقف على أول ما جمعه الصحابة، بل لا بد أن تقف على
كل كلمة وحدها، والخط كله مرجعه إلى قاعدتين، إحداهما الأصل أن يوافق
المقروء ما يكتب والثانية الأصل انفصال كل لفظ عن آخر، قاعدتان عليهما
مدار علم الكتابة كله، وكلتا القاعدتين قد خرج منها أشياء في رسم
الصحابة للقرآن ففي الوصل والفصل: &#٦٤٨٣١; فمال االذين كفروا قبلك مهطعين&#٦٤٨٣٠;
الأصل الاتصال في مثل هذا النوع، لكن الصحابة فصلوا فكتبوا: فمال
باللام وحدها، &#٦٤٨٣١; الذين كفروا قبلك مهطعين&#٦٤٨٣٠; فهذا فصل مع أن الأصل هنا
الوصل، وكذلك في القاعدة الأخرى فإن الكتابة قد تختلف عن النطق
فالصحابة كتبوا بأييد بياءين والسماء بنيناها بأييد كتبوها بياءين
وكذلك إنما قولنا لشيء كتبوها بالألف، وكذلك: ما إن مفاتحه لتنوء
بالعصبة أولي القوة كتبوها بالألف، ولهذا في الرسم واحذف ورا السكن
تنوء بالألف، فهذا مخالف للقاعدة في الأصل لكنه أصبح قاعدة الرسم بعد
كتابة الصحابة له على هذا التحو، وأنت هنا إنما تحتاج إلى بيان الوصل
والفصل للوقف فقط، لأن الذي يتعلق بالتجويد هو الوقف والابتداء، فتتعلم
ما وصله الصحابة من الكلمات وما فصلوه لتعرف المواقف في وقف الاختبار
ووقف الاضطرار لا في وقف الاختيار، فلا يجوز الوقف على مثل ذلك في
الاختيار، وإنما يكون في الاختبار أو في الاضطرار، كذلك التاءات التي


الصفحة التالية
Icon