رسمها الصحابة وهي تاءات التأنيث في الاسم تاء التأنيث تنقسم إلى قسمين
إلى تاء التأنيث الساكنة وهي في الفعل وهذه دائما تكتب تاء، إذا وقعت
الواقعة، إذا وقعت هذه تكتب بالتاء، مثل قول الشاعر: «ألمت فحيت ثم
قامت فودعت** فلما تولت كادت النفس تزهق»
هذه تاءات التأنيث اللاحقة
بالفعل تكتب تاء، القسم الثاني تاءات التأنيث اللاحقة بالاسم وهي تكتب
هاء لكن الصحابة خالفوا هذه القاعدة فكتبوا بعضها في القرآن بالتاء
وذلك لتقرأ على الجمع والإفراد، وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا، وتمت كلمات
ربك صدقا وعدلا، فرسمها الصحابة بالتاء لتقرأ بالوجهين، ومعرفتك لذلك
إنما تحتاج إليه في التجويد للوقف، فإذا وقفت وقف اختبار أو وقف اضطرار
على كلمت ربك قرأتها بالإفراد فقلت: وتمت كلمتْ هذا الوقف للاختبار وهو
الوقف للاضطرار أيضا، ولا يجوز أن تقول كلمهْ بالهاء لأن الصحابة لم
يرسموها بالهاء وإنما رسموها بالتاء، وكذلك: ومعصيت الرسول رسمها
الصحابة بالتاء فلا يجوز أن تقف عليها ومعصيهْ بل تقف عليها: ومعصيتْ
لأن الصحابة رسموها كذلك، وهذه لغة من لغات العرب وهي الوقف على تاء
التأنيث اللاحقة بالاسم بالتاء، ومن ذلك قول الشاعر: «الله أنجاك بكفي
مسلمتْ** من بعدما وبعدما وبعد مت** قد كادت الحرة أن تدعى أمتْ»
فيوقف
على التاء هنا بالتاء، بكفي مسلمتْ أي مسلمة، فهذا من لغات العرب وقد
رسم عليه الصحابة القرآن فوجب اتباع الرسم في النطق والوقف، إذن هذا هو
تعريفنا لعلم التجويد إذن هو حده وهو المقدمة الأولى، أما المقدمة
الثانية وهي موضوعه أي ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية، فهو حروف القرآن
وكلماته، حروف القرآن لا بد من معرفة أن القرآن فيه حروف غير مركبة
وفيه كلمات مركبة من حروف، فالحروف غير المركبة هي الحروف المقطعة في
فواتح السور، ق، ن، ص، ونحو ذلك هذه حروف مقطعة، والكلمات هي ما سوى


الصفحة التالية
Icon