والأيديولوجيات وغير ذلك، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم
ولا الضالين هذا جامع لقصص الماضين وبيان حالهم من الالتزام والاستقامة
والضلال والغواية وشأن اليهود والنصارى، فكانت هذه الفاتحة ملخصا
للقرآن كله وجامعة لكل علومه وهذا من الإعجاز الباقي الخالد، وهذا
الإعجاز اللفظي منه ما يتعلق بنطقه ومنه ما يتعلق بكتابته فكتابته خص
هذا القرآن فيها بأن أنزل أصلا من عند الله تعالى على سبعة أحرف، فلذلك
تختلف القراءة فيه في كثير من الكلمات مع أن المعنى واحد لكن بعضه يصدق
بعضا ويفسره، فأنت مثلا إذا قرأت بقراءة نافع &#٦٤٨٣١; قلنا احمل فيها من كلِّ
زوجين اثنين&#٦٤٨٣٠; من كل زوجين بالإضافة، سيشكل عليك المعنى فتقول كيف أعزل
من كل زوجين اثنين وهما اثنان؟ الزوجان اثنان كيف أعزل منهما اثنين؟
فتقرأ بالقراءة الأخرى: &#٦٤٨٣١; قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين&#٦٤٨٣٠; أي من كل
نوع من أنواع الخلائق زوجين اثنين، والتنوين يزيل عنك هذا الإشكال
فتكون القراءة تفسيرا للأخرى، وكذلك إذا قرأت بقراءة حمزة &#٦٤٨٣١; يا أيها
الناس اتقوا ربكمُ و الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ إن
الله كان عليكم رقيبا&#٦٤٨٣٠; يشكل عليك الجر هنا في هذه القراءة، فتقول: هل
يقسم بالأرحام كما يقسم بالله تعالى، مع أن النبي r قال: «لا تحلفوا
بغير الله»
وقال: «من حلف بغير الله فقد أشرك» وقال: «من كان حالفا
فليحلف بالله أو ليصمت»
وقال: «لا تحلفوا بآبائكم» والجواب عن هذا تجده
في القراءات الأخرى: &#٦٤٨٣١; واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ إن الله
كان عليكم رقيبا&#٦٤٨٣٠; فتجد أن الجر كان للمجاورة، ومثل هذا إذا قرأت بقراءة
ابن كثير: &#٦٤٨٣١; يا أيها الذين آمنوا إذا قمتمُ و إلى الصلاة فاغسلوا
وجوهكمُ و وأيديكمُ إلى المرافق وامسحوا برءوسكمُ و وأرجلِكمُ و إلى


الصفحة التالية
Icon