وهذا احتراز من قوله: ﴿ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير﴾
فتلك قد رسموها موصولة، ﴿ألا تعبدوا إلا الله﴾ في سورة هود جاءت مرتين،
إحدهما ﴿ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم﴾ فهذه
مفصولة، والأخرى: ﴿أن لا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير﴾
وهذه موصولة، والمقصود بالوصل إسقاط النون وبالفصل كتابة النون، كذلك:
﴿أن لا تشرك بي شيئا﴾ في سورة الحج فقد فصلها الصحابة، وكذلك ﴿أن لا
تعبدوا الشيطان﴾
في سورة يس فقد فصلها الصحابة، وكذلك ﴿أن لا تعلوا على
الله إني آتيكم بسلطان مبين﴾
في سورة الدخان فقد فصلها الصحابة، وذلك
احتراز من قوله ﴿ألَّا تعلوا علي وائتوني مسلمين﴾ في سورة النمل فهي
موصولة، كذلك ﴿أن لا يشركن بالله شيئا﴾ في سورة الممتحنة، أن لا يشركن
فهي مفصولة، كذلك ﴿أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين﴾ في سورة القلم فهي
كذلك مفصولة، والخلاف هو في موضع واحد وهو في سورة الأنبياء وهو ﴿فنادى
في الظلمات أن لا إله إلا أنت﴾
فقد اختلف هل هي موصولة أو مفصولة، ذكر
هذه المواضع بالتشويش فقال: فاقطع بعشر كلمات ألا مع ملجإ أي ﴿أن لا
ملجأ من الله إلا إليه﴾
وهي في سورة التوبة ولا إله إلا يقصد بذلك ﴿وأن
لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون﴾
فهذه مفصولة بالاتفاق، وتعبدوا يس، أي
أن لا تعبدوا الشيطان في سورة يس، ﴿ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا
تعبدوا الشيطان﴾
فهي مفصولة، ثاني هود أي الثانية في هود وهي ﴿أن لا
تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم﴾
فهي مفصولة وهي احتراز
من الأولى في هود وهي ﴿أن لا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير﴾
فهي موصولة، ثاني هود لا يشركن ﴿يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات
يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا﴾
في سورة الممتحنة فهي مفصولة،
تشرك ﴿أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود﴾


الصفحة التالية
Icon