في دخول أم على ما فالتبست عليه أن وأم، فالمفتوحة هي أم وليست أن، لكن
بما أنها مدغمة فيما بعدها، ومن المعلوم أن النون إذا ادغمت في الميم
صارت ميما، التبس عليه الأمر فقال: والمفتوح صل، وهو قوله: ﴿قل آلذكرين
حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين﴾
فأصلها أمْ مَا
فاجتمعت الميم الساكنة من أم والميم المحركة من ما، فوجب الادغام فقيل
أمَّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين، وهذه ليس فيها أن أصلا، فهي من
المواضع التي وصلت فيها أم بما، وقد ذكرنا أن أم توصل بمن وتوصل بما،
قصد هو أنها إذا دخلت على ما توصل بها، وهذا غلط فهي غير موجودة في
القرآن أصلا، هو أراد أن ينبهك على أن قوله تعالى: ﴿أمَّا اشتملت عليه
أرحام الأنثيين﴾
موصولة، لكن هذه ليست من أن، هذه أم، أنْ مَا غير
موجودة في القرآن، وليس الغلط منه هو وحده، بل أكثر كتب التجويد كذلك،
أكثر كتب التجويد تقول بالنص فإن كانت مفتوحة الهمزة فهي موصولة كذلك
نحو أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين في سورة الأنعام، لكن هذا غلط،
وعما نهوا اقطعوا يقول إن عن تقطع عن ما في موضع واحد وهو قوله تعالى:
﴿عن ما نهوا عنه﴾ في سورة الأعراف، ﴿فلما عتوا عما نهوا عنه﴾، فهي
مقطوعة، وما عدا ذلك فموصول، مثل قوله تعالى: ﴿عما يشركون﴾، مما بروم
والنسا خلف المنافقين يقول إن من وقد خرجنا إليها تقطع عن ما في موضعين
اتفاقا وفي موضع واحد على الخلاف، فالموضعان اللذان تقطع فيهما من عن
ما في سورة الروم وفي سورة النساء، والموضع المختلف فيه في سورة
المنافقون، فالموضعان المتفق على قطع من عن ما هما قوله: ﴿فمن ما ملكت
أيمانكم من فتياتكم المؤمنات﴾
في سورة النساء، وقوله: ﴿هل لكم من ما
ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم﴾
في سورة الروم، ويسهل ضبط ذلك
لأنه كله مع "ما ملكت أيمانكم " التي في سورة النساء: ﴿ومن لم يستطع
منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم﴾
فهي


الصفحة التالية
Icon