ثم بعد هذا يقول المؤلف رحمه الله: باب التاءات وقد عقد هذا الباب لهاء
التأنيث التي كتبت تاء في رسم المصحف العثماني، وفائدة معرفتها
بالإضافة إلى الرسم معرفة الوقف عليها، فإن جمهور القراء يقف على ما
رسم في المصحف بالتاء بالتاء، ويقف عليها ابن كثير وأبو عمرو بن العلاء
والكسائي ويعقوب بالهاء، والكلمات في هذا على ثلاثة أقسام، القسم الأول
لم يقرأ إلا بالإفراد، ومع ذلك كتبه الصحابة بالتاء، والقسم الثاني
قرئ بالوجهين أي بالجمع والإفراد وقد رسمه الصحابة بالتاء جميعا،
والقسم الثالث هو المختلف فيه أي الذي اختلفت المصاحف فيه، ففي بعض
المصاحف رسم بالتاء وفي بعضها رسم بالهاء، وهذا الباب كسابقه نقلي أي
يقتصر فيه على النقل فالمرجع فيه إلى المصاحف التي رسمها الصحابة
لعثمان رضي الله عنهم أجمعين، والكلمات التي رسمها الصحابة بالتاء في
المصحف لعثمان هي ثلاث عشرة كلمة، وهي رحمة ونعمة وامرأة وسنة ولعنة
ومعصية وكلمة وبقية وقرة وفطرة وشجرة وجنة وابنة أيضا، وهذه الأصل في
كتابتها أن تكتب بالهاء، قال المؤلف رحمه الله: ورحمة الزخرف بالتا
زبره يقول إن لفظ رحمة لها حالان، الحال الأول أن تقطع عن الإضافة أي
أن تكون منونة غير مضافة وحينئذ لا تكتب إلا بالهاء كقول الله تعالى:
ورحمة للمؤمنين، وكقوله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وكقوله تعالى:
إلا رحمة من ربك، فهذه مقطوعة عن الإضافة وهي مصروفة أي منونة، فلا
تكتب إلا بالهاء، وما سوى ذلك منه ما يكتب بالتاء ومنه ما يكتب بالهاء
ولم تقرأ إلا بالإفراد طبعا ليس فيها جمع، وقد رسمت بالتاء في سبعة
مواضع في المصحف، الموضع الأول في سورة البقرة وهو قول الله تعالى:
﴿أولئك يرجون رحمت الله﴾، والموضع الثاني في سورة الأعراف وهو قول الله
تعالى: ﴿إن رحمت الله قريب من المحسنين﴾، والموضع الثالث في سورة هود
وهو: ﴿رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد﴾، والموضع


الصفحة التالية
Icon