الرابع في سورة مريم في أولها وهو قول الله تعالى: ﴿ذكر رحمت ربك عبده
زكريا﴾، والموضع الخامس في سورة الروم وهو: ﴿فانظر إلى آثار رحمت الله
كيف يحيي الأرض بعد موتها﴾، والموضع السادس والسابع كلاهما في الزخرف
وهما قول الله تعالى: ﴿أهم يقسمون رحمت ربك﴾، وقوله: ﴿ورحمت ربك خير
مما يجمعون﴾، فهذه هي المواضع التي رسم فيها الصحابة رحمة بالتاء، وقد
بينها هو فقال: ورحمة الزخرف بالتا زبره، أي كتب الإمام والإمام هو
مصحف عثمان كما سبق قد سبق ذكره فأعاد عليه الضمير هنا، فقال: ورحمة
الزخرف أو ورحمة الزخرف بالتا زبره، أي زبر الإمام رحمة التي في الزخرف
بالتاء، وزبر بمعنى خط، والمزبر هو القلم، يسمى المسطر والمزبر والزبر
الكتابة، وزبر الأولين معناه صحف الأولين، والزبور الذي هو الكتاب
المنزل على داود معناه المكتوب، فكل ذلك من الزبر الذي هو الكتابة،
والتي في سورة الزخرف هي موضعان أحدهما قوله تعالى: أهم يقسمون رحمت
ربك، والثاني قوله تعالى: ورحمت ربك خير مما يجمعون الاعراف أي رحمة
الأعراف أيضا، فإنها كتبت بالتاء في المصحف وهي قول الله تعالى: إن
رحمت الله قريب من المحسنين، روم أي رحمة روم أي رحمة سورة الروم وهي
قول الله تعالى: فانظر إلى أثر رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها،
هود أي رحمة هود، أي الرحمة التي جاءت في سورة هود وهي قول الله تعالى:
رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد كاف أي رحمة كاف أي
رحمة سورة مريم، وسورة مريم تسمى سورة كهيعص، وهو سماها سورة كاف
للاكتفاء أي الاستغناء ببعض الكلمة عن سائرها، وقد سبق استعماله
للاكتفاء في مواضع من هذا النظم، والتي في سورة مريم هي قول الله
تعالى: ذكر رحمت ربك عبده زكريا، البقرة كذلك رحمة التي في سورة البقرة
فهي كذلك كتبت بالتاء في المصحف وهي قول الله تعالى: إن الذين آمنوا
والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله، فهي مرسومة