في المصحف بالتاء، فهذه هي المواضع التي رسمت فيها بالتاء في المصحف
ويوقف عليها بالتاء عند جمهور القراء ما عدا ابن كثير وأبي عمرو بن
العلاء والكسائي من السبعة، وما عدا يعقوب من بقية العشرة، ثم بعد هذا
ذكر كلمة أخرى وهي نعمة، فقد رسمت بالتاء في أحد عشر موضعا في القرآن،
الموضع الأول منها في سورة البقرة وهو قول الله تعالى: ﴿واذكروا نعمت
الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به﴾، والموضع
الثاني في سورة آل عمران وهو قول الله تعالى: ﴿واذكروا نعمت الله عليكم
إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم﴾، والموضع الثالث في سورة المائدة وهو
قول الله تعالى: ﴿ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم
أن يبسطوا إليكم أيديهم﴾، والموضع الرابع في سورة إبراهيم وكذلك الخامس
وهما قوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم
دار البوار﴾ وقوله تعالى: ﴿وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها﴾، وكذلك
ثلاثة مواضع أيضا في سورة النحل، وهي قوله تعالى: ﴿وبنعمت الله هم
يكفرون﴾، وقوله تعالى: ﴿يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها﴾، وقوله تعالى:
﴿واشكروا نعمت الله﴾ فهذه ثلاثة مواضع في سورة النحل، وفي سورة النحل
ثلاثة مواضع أخرى وهي الأُوَلُ، لكنها مكتوبة بالهاء لا بالتاء كما
سيأتينا، والموضع الآخر هو في سورة لقمان وهو قول الله تعالى: ﴿ألم
تروا أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته﴾، والموضع
الآخر في سورة فاطر وهو قول الله تعالى في أولها: ﴿يا أيها الناس
اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله﴾ والموضع الأخير هو في
سورة الطور وهو قول الله تعالى: ﴿فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا
مجنون﴾ فهذه المواضع الأحد عشر كتبت فيها بالتاء وما عداها تكتب
بالهاء، ويوقف عليها بالهاء، إذا كتبت بالهاء وقف عليها بالهاء إجماعا،
وإذا كتبت بالتاء فهي محل الخلاف الذي سبق بين القراء، ومحل ما ذكر إذا