كانت التاء آخر الكلمة، أما إذا اتصل بها ضمير فإنها تكتب بالتاء على
كل حال، إذا قيل رحمته أو نعمته فإنها تكتب بالتاء قطعا لأنها يتصل بها
الضمير، والمواضع الأخر في القرآن كلها كتبت فيها بالهاء كقول الله
تعالى: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾، وكقوله تعالى: ﴿وما بكم من
نعمة فمن الله﴾، وكقوله تعالى:﴿أفبنعمة الله يجحدون﴾، وهذه الثلاثة في
سورة النحل وهي الأول فيها، فلذلك قال: نعمتها والضمير ها المضاف إليه
ما قبله يعود إلى البقرة ويمكن عوده على الرحمة، فالمقصود هنا أن نعمة
في سورة البقرة أيضا كتبت بالتاء وهي قوله: ﴿واذكروا نعمت الله عليكم
وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة﴾، ثلاث نحل كذلك الثلاث الأخر من
سورة النحل وهي قوله تعالى: وبنعمت الله هم يكفرون، وقوله تعالى:
يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها، وقوله تعالى: واشكروا نعمت الله عليكم
ابرهم معا ابرهم هذه لغة من لغات إبراهيم، فإبراهيم رسم في المصحف في
سورة البقرة وآل عمران بحذف الياء، فلذلك قرأه هشام عن ابن عامر بالألف
يقول: إبراهام وهي لغة من لغاته، فإما أن يثبت الألفان فيقال: إبراهام،
أو يحذف الأول فقط فيقال: إبرهام، أو يحذف الأخير فقط فيقال: إبراهم،
أو يبدل ياء فيقال إبراهيم وهي أشهرها، أو يحذف الألفان معا فيقال:
إبرهم، وهي التي استعمل هو هنا فهذه لغات إبراهيم، وهي في الأصل من
العبرية، وقد عربت، نقلت إلى العربية، فلذلك لا اعتراض على أنها في
القرآن فكلما في القرآن عربي لأنه عرب قبل نزوله في القرآن والقرآن
بلسان عربي مبين، فلا اعتراض بالمعرب لأنه قد أصبح من العربية قبل أن
ينزل في القرآن، ابرهم احذفوا الألف أيضا من الرسم الذي عندكم هناك،
معا أي الموضعان في سورة إبراهيم وهما قول الله تعالى: ألم تر إلى
الذين بدلوا نعمت الله كفرا، وقوله تعالى: وإن تعدوا نعمت الله لا
تحصوها، فلذلك قال: معا أي الموضعان، والتنوين هنا تنوين عوض، وهو عوض